لا تزال نظرة دونية تؤلف رؤيتنا العروبية المشبعة بالعادات والتقاليد غير الواعية للمرأة في جنسها ودورها، ولا زالت السياسات الاجتماعية المتعجلة عطشى لإصلاحات (انتهازية ) مكتظة بالمصطلحات
الغربية الكريهة حول المرأة المساوية لجنسها المذكر، بكل انتخاباتها الهجينة أو المؤدلجة العاطفية.. وخلال هذا التترس من هؤلاء وهؤلاء خلف هذه (الأساطير) نتجت مشاكل أخرى عن المرأة كامرأة وكأنثى وكشريك اجتماعي.. وتظل مسألة العنوسة القضية الأكثر إلحاحا في جنس مشاكل المرأة في خاصة نفسها.
والسؤال ما الذي تنتظره المرأة من مجتمع عانس ثقافيا وسياسيا واقتصاديا يسعى لاستنقاذ أوهامه الثقافية وأساطيره القديمة والحديثة؟ ماذا في جعبته عن المرأة العانس التي سرعان ما تتوفى انوثتها، ويذبل بريق جمالها، بل قيم وجودها كله؟
حقيقة كم هو مؤلم أن تنتهي فترة المراهقة بذلك الفراغ المسمى ( العنوسة ). تلك المرحلة التي تزحف على الكيان النفسي الأنثوي الفخم شيئا فشيئا تفقد فيه المرأة بالنهاية جميع اللغات الجسدية والنفسية الفاتنة، وتحيلها إلى كومة مترهلة تلعن ذاتها والناس أجمعين...
لكن في المقابل على العانس أن تكون أكثر واقعية، وتوازن بين ما هو أنثوي مجرد، وما هو نفسي اجتماعي، وما هو قيمي موضوعي، فالهم النفسي الناشيء لديها يتصل باختيارات اجتماعية يتحملها الجميع. وعليها أن تقتدي بالأقرب إليها كالأرملة والمطلقة واليتيم والأعزب أيضا.. فهؤلاء جميعا وجوه اجتماعية لمسمى نفسي واحد، يتسع أحيانا ويضيق أخرى. وعطفا عليه كان لابد من التعايش مع العنوسة؛ إما من باب الاقتداء بالآخرين في مثالها، أو من جهة القيم الإسلامية التي تكلأ العانس وترعى مزاجها بل أنوثتها كلها..
إن البكاء على الأنوثة في حال العانس أو الأرملة أو المطلقة مثل البكاء على الذكورة في حال اليتيم والعازب؛ شطح لا يقدم كثيرا، ولكن البكاء بل العويل والنواح عن فقد القيم ههنا هو الذي ينبغي أن تتجه إليه الأنظار.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire