فحسبما ذكرت مجلة "تايم" نقلا عن تجربة الكاتب ديفي روثبارت الذي وصف تجربته حين اضطر إلى التظاهر ببلوغ "ذروة" الجماع مع امرأة لأنه يستخدم الأفلام والمجلات الإباحية بشكل مفرط مما جعل تحقيق تناهي اللذة خلال الممارسة الجنسية شبه مستحيل.
وتحدث روثبارت في مقاله عن تجارب أشخاص آخرين عانوا من نفس الصعوبات التي عانى منها. وكتب مستنتجا: "لاتصوغ الأفلام والصور الإباحية اهتمام الرجال الجسدي والعاطفي بالجنس على المستوى العصبي الأساسي بل لها سلسلة تأثيرات غير متوقعة –على النساء خاصة... فبالنسبة للكثير من الرجال يشكل الانتقال من الألعاب النارية التي تتضمنها الأفلام الإباحية إلى الممارسة الجنسية التي تعد هادئة مقارنة بالأولى، يشبه الانتقال من فيلم بثلاثة أبعاد إلى كتاب مصور ببعدين.
وإذا كانت الأفلام والصور الإباحية تشوه صورة الجنس حقيقة مكتشفة سابقا فإن روثبارت يكتب عن تأثيراتها على المستوى العصبي. فهو يتساءل إن كانت الأفلام الإباحية تقصي الرجال عن شريكات حياتهم بشكل أعمق، ويأتي جوابه بالإيجاب، إذ يكتب قائلا: "العلماء يزعمون انطلاق خليط من هورموني الـ "دوبامين" والـ "اوكسيتوسين" في الدماغ خلال لحظة "الوصول" ليعمل كأنه "جرعة حب بيوكيميائية" كما تسمية الطبيبة النفسية اندريا كوزويسكي فهو قد يكون السبب وراء تشكل آصرة عاطفية مع الشخص الآخر الذي يُمارس الجنس معه. لكن عند مشاهدة الأفلام الإباحية فإنك تشكل "آصرة معها" حسبما تقول كوزويسكي مما يجعلك (بسبب المواد الكيميائية المنطلقة) تريد العودة إليها للحصول على ذلك الشعور. وهذا ما يسمح للرجال لا بمشاهدة الأفلام الإباحية فحسب بل بتشكل تعلق عصبي مما يجعلهم في حقيقة الأمر يضربون مواعيد غرامية مع الأفلام الإباحية.
لكن هورمون الأوكسيتوسين - الذي يدخل طرفا فعالا في الحياة العاطفية والروابط طويلة الأمد – لا يعمل بهذه الطريقة. ما زال هورمون الاوكسيتون موضع دراسة وليس هناك أي دليل على اشتراكه طرفا في تنمية الرغبة الجنسية للأفلام الإباحية. فاكتشاف تأثيرات الأوكسيتوسين الاجتماعية جاءت من خلال دراسة فصيلتين من فئران الحقول المعروف عن أحدها بارتباطها بشريك واحد والأخرى بالتعددية.
ووجد أن الاوكسيتوسين يؤثر على أنظمة اللذة في أدمغة الفئران الأحادية الشريك. وبدا كأن المادة الكيميائية تصوغ أدمغتها كي ترتبط باللذة مع شريكها فقط. وهذا الهورمون يجعل كل شريك مشدودا إلى شريكه ويجعل إطلاق مواد كيميائية ملطفة أخرى مثل الـ "اندوفين" ممكنا بسبب وجود شريك الحياة.
لكن الاوكسيتوسين لم يتم العثور عليه في مناطق الأدمغة المفترض تواجدها عند الفئران الذكرية التعددية(التي لها أكثر من شريك جنسي). لذلك فيبدو أنه لا يكون طرفا في تكوين اللذة في حالة تعدد الشركاء.
تستنتج المجلة أن الأفلام الإباحية لها تأثير على الرغبة الجنسية لدى الرجال بطرائق ضارة للصحة وإن نتائجها تؤذي شركاء الحياة أيضا. لكن بغض النظر عما يحدث من الناحية الفسيولوجية فإن المشكلة مع الأفلام الإباحية هي أن الرجال يرتبطون بها ارتباطا وثيقا. إنها توفر الفرص لإشباع الشهوة للتنوع وهي أصبحت متوفرة الآن بشكل لم يسبق له مثيل عبر الانترنت، بالمقابل، نحن نشهد توترا شديدا في العلاقات العاطفية لم نشهده من قبل أيضا. |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire