في وقت لا نكترث أو يخطر ببالنا أن تكون تلك المناديل التي تعرف بـ "مناديل الكحول" التي نستعين بها عند أخذ عينة من الدم أو عند الخضوع لأي تدخل جراحي محدود في مختبر أو مستشفى ملوثة، فإن تقارير طبية حديثة قد أظهرت أن تلك النوعية الملوثة من المناديل قد ساهمت في وقوع إصابات وحالات وفاة داخل المستشفيات التي يفترض أنها تتعامل مع المرضى في أجواء وظروف طبية نظيفة ومعقمة.
وتبين أن مناديل الكحول الملوثة هي السبب وراء حدوث إصابات أو حالات وفاة للأشخاص الذين تنخفض لديهم القدرات المناعية وربما آخرين. ويتم تصنيع تلك المناديل من قِبل شركتين يتواجدان في ويسكونسن بالولايات المتحدة، هما إتش آند بي إندستريز وترياد غروب. وترجع ملكية هاتين الشركتين لنفس الأشخاص. كما تقوم الشركتان بتوزيع بخاخات أنفية ومواد تشحيم مهبلية ومنتجات أخرى.
وتمثلت الحقيقة المفاجئة في أن وكالة الغذاء والدواء كانت على دراية بمنتجات هاتين الشركتين الملوثة منذ العام 2009، ولم تفعل شيئاً لوقف الإنتاج. وأكدت تقارير صحافية في هذا السياق أن الوكالة لم تنظر إلى ذلك على أنه تهديد صحي. لكنها سرعان ما غيرت رأيها عندما خضع طفل صغير لعملية جراحية في إحدى مستشفيات هيوستن، وأصيب جسمه بعدوى بكتيرية، أدت إلى وفاته. وقد قام والدا الطفل الآن برفع دعوى قضائية ضد "ترياد غروب"، بعد أن علما أن مناديل الشركة الملوثة قد تم استخدامها مع ابنهما.
وتبين من خلال تحقيق تم فتحه للوقوف على سبب وفاة هذا الطفل، وكذلك طفل آخر كان مصاب باللوكيميا بعد إصابته بعدوى عرضت حياته للخطر، أن المناديل الورقية التي تنتجها تلك الشركة كانت تُستَخدم مع هذين الطفلين، وتم العثور على البكتيريا العصوية وجراثيم أخرى على المناديل. وقامت وكالة الغذاء والدواء الأميركية بضبط منتجات من تلك الشركة تقدر قيمتها بملايين الدولارات، بعد أن طلبت من المسؤولين أن يتوقفوا عن شحنها إلى لخارج. والشيء المقلق الآخر هو ذلك المتعلق بعدد الشركات الأخرى التي تبيع مناديل ملوثة. |