أعلن وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي الاربعاء في العاصمة الرباط عن تفكيك المصالح الأمنية لها ارتباطات بعناصر متطرفة ببعض الدول الأوروبية من جنسيات مختلفة. وعلمت "إيلاف" أن هذه الخلية قد اعتقلت في الأيام القليلة الماضية، وأنه تم الإعلان عن التفكيك باحترام تام لقانون الإرهاب الذي يحدد الحراسة النظرية في ست وتسعين ساعة قابلة للتمديد مرتين لمدة ست وتسعين ساعة في كل مرة بناء على إذن كتابي من النيابة العامة.
وأوضح مسؤول مغربي في تصريح لـ"إيلاف" أن ترسانة الأسلحة التي عثر عليها كبيرة جدا، ولم يسبق للمغرب في السنوات الأخيرة أن حجزها. وحول تورط جبهة البوليساريو في هذه العملية، اكتفى المسؤول أنه ما زال سابقا لأوانه الحديث عن تورط جهة ما مادامت التحريات ما زالت جارية. إلى ذلك، كشف الكولونيل بالدرك الحربي الملكي بالمغرب عبد اللطيف مكوار عن معطيات جديدة بخصوص ترسانة أسلحة الخلية الإرهابية بمنطقة أمغالا التي تمّ تفكيكها قبل أيام. وأعلن المسؤول العسكري عن وجود ثلاثة مواقع كانت مخابئ للأسلحة بحضور صحافيين مغاربة أو أجانب معتمدين بالمغرب. وأوضح المسؤول العسكري أن المخبئين الأول والثاني كانا مخصصين للعتاد والثاني للذخيرة الصالحة للاستعمال، مؤكدا أن جميع الأسلحة روسية الصنع. وقد أعلن المسؤول العسكري عن حجز 33 بندقية من نوع كلاشنيكوف وقذيفتين مضادتين للدبابات ومدفع هاون وكذا ألف و998 من الذخيرة الخاصة ببندقيات كلاشنيكوف. وأوضح الكولونيل أن المنطقة التي عثر فيها على الأسلحة خالية من السكان.
|
صور لترسانة أسلحة الخلية الإرهابية التي تمّ ضبطها في المغرب |
وألمحت قنوات عمومية مغربية إلى إمكانية تورط البوليساريو ومعها الجزائر في مساعدة هذه الخلية، وذهبت يومية "الاتحاد الاشتراكي" المغربية، الناطقة باسم حزب "الاتحاد الاشتراكي" المشارك في الحكومة إلى الحديث عن تورط البوليساريو وتنظيم "القاعدة" عندما كتبت في عنوان عددها ليوم غد الخميس : "القاعدة والبوليساريو تتحالفان للاعتداء على المغرب انطلاقا من الصحراء". وكانت القوات المسلحة الملكية قد توصلت بمعطيات عن تواجد المخابئ، وقد بدأت تحقيقاتها لتكتشف المخابئ الثلاث. وتوقعت مصادر أمنية أن تكون لجبهة البوليساريو يد في هذه العملية التي وقعت بعد شهرين فقط عن أحداث العيون يوم الثامن من نوفمبر تشرين الثاني وأسفرت عن مقتل 11 فردا من أفراد القوات العمومية ومواطنين مدنيين ووجهت آنذاك أصابع الاتهام إلى البوليساريو والجزائر بالوقوف وراءها، كما أعلن وزير الداخلية في وقت سابق أن طريقة قتل وذبح رجال القوات العمومية تحمل بصمة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقال وزير الداخلية المغربي في لقاء قصير مع الصحافة لم يتجاوز ست دقائق أن التحريات أسفرت عن حجز ترسانة من الأسلحة كانت مخبأة في ثلاثة مواقع قر أمغالا (220 كلم عن مدينة العيون في الصحراء الغربية بالجنوب المغربي)، وتتكون الترسانة، حسب تصريح الوزير، من 33 رشاشا من نوع الكلاشينكوف وثلاثة مسدسات رشاشة وقاذفة من عيار 82 ملتمر وقاذفتين من نوع إر بي جي 7 ومجموعة من الذخيرة الحية و66 خزنة للذخيرة وذخائر أخرى، مصنعة جميعها في روسيا. وقد أعلن الوزير، كذلك، عن حجز خرائط طوروغرافية للحدود المغربية الجزائرية. والخلية تتكون، حسب وزير الداخلية، من 27 فردا منهم عضو في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقال الوزير إن هذا العضو بعثه التنظيم المذكور لإعداد وتنفيذ عمليات إرهابية في المغرب، كما أوضح أن الخلية كان يشرف عليها مواطن مغربي يتواجد شمال مالي. وكان التنظيم ينوي تنفيذ عملياته بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف المصالح الأمنية والأجنبية.
الوزير كشف أنه لتمويل العمليات الإرهابية، لجأ التنظيم المذكور إلى الهجوم على الوكالات البنكية والمؤسسات المتخصصة في تحويل الأموال في مدن الدار البيضاء والرباط. وأسفرت التحقيقات الأولية، حسب الوزير، عن أن الخلية الإرهابية كسبت تجربة قتالية داخل معسكرات القاعدة في الجزائر وشمال مالي للخضوع لتداريب عسكرية والرجوع الى المملكة قصد تنفيذ مخططهم التخريبي باستعمال الأسلحة المحجوزة في منطقة أمغالا. وأشار في هذا الصدد إلى أن المصالح الأمنية تمكنت من اعتقال أربعة عناصر من الشبكة في كل من فجيج وأحفير، كانوا يتأهبون للتسلل إلى التراب الجزائري موضحا أن التحريات بينت أيضا أن هذه الشبكة لها ارتباطات بعناصر متطرفة ببعض الدول الأوروبية من جنسيات مختلفة. ومن المنتظر أن ينتقل وزير الداخلية، عشية اليوم، رفقة وفد صحافي إلى مدينة العيون، حيث نفذت الاعتقالات. ويأتي الإعلان عن تفكيك هذه الخلية، بعد أيام من تفكيك خلية تضم ستة أشخاص، في مدنٍ متفرقة. جاء بناء على رصد رسائل إلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية في موضوع صناعة المتفجرات، صادرة عن جهات لا علاقة لها بشركات تصنيع المتفجرات أو دوائر علمية. وهذه الخلية متخصصة في العمليات الإلكترونية أو ما يصطلح عليه بإرهاب "السبرنتيك". وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن أفراد هذه الشبكة، الذين استطاعوا كسب خبرة كبيرة في صنع المتفجرات، "كانوا يخططون لتوظيف هذه الخبرة قصد القيام بأعمال تخريبية بمختلف بؤر التوتر العالمية وداخل التراب الوطني". وحدد البيان أهداف الشبكة بتفجير سيارات مفخخة تستهدف "بعض المصالح الأجنبية في المملكة وكذلك عدة منشآت وطنية حيوية ومراكز أمنية". ويتفق الخبراء على تعريف إرهاب الإنترنت بأنه التقارب بين الإرهاب الكلاسيكي والشبكات، بدءا من شبكة الإنترنت. فهو عمل عنيف، وغير مشروع ورمزي، يهدف بشكل متعمد إلى تخريب البيانات أو تعديلها، والعمل على تعطيل تدفق المعلومات أو نظم الإعلاميات الحيوية لمؤسسات الدولة، أو للمقاولات، المتعمدة في التسيير المحكم لعمل أي بلد أو وحدة إنتاجية. |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire