تواصل إسرائيل تطوير ترسانتها العسكرية بشكل لافت، وتركز في الآونة الأخيرة على انتاج طائرات ومركبات وأبراج غير مأهولة وتعمل دون تدخل بشري مباشر، فيما تحاول الفصائل الفلسطينية بإمكانات محددة للغاية رصد حالة التطور العسكري الإسرائيلي.
ترسانة عسكرية إسرائيلية لا تزال تتميز بالكتمان الشديد، فسلاح إسرائيل التي تستخدمه مجهول لدى كثير من الدول، فلا أحد يعلم عن ماهية السلاح المحرم دوليًّا أو العتاد أو صفقات الأسلحة السرية وكمياتها، وما يراه الفلسطينيون فقط هو قوة الردع وذلك لما تقوم به إسرائيل من ممارسات يومية في أنحاء متفرقة بقطاع غزة.
إسرائيل التي لا يتجاوز تعداد سكانها 7 ملايين ونصف نسمة، تعتبر الخصم الأقوى للشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، وقد باتت تعتبر من الدول الأقوى على مستوى العالم وليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب كما يشاع في الوطن العربي. حماس: نبحث عن نقاط الضعف العسكري الإسرائيليأبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس يقول "لإيلاف" بأنهم يراقبون كل تطورات السلاح العسكري الإسرائيلي، ويضيف: "نتابع كذلك الأساليب التي يستخدمها الاحتلال في العدوان على شعبنا الفلسطيني، والتكتيكات التي يستخدمها في العدوان الذي يعطينا رصيدًا كبيرًا من التجربة والخبرة في مواجهة العدو".
ويرى بأن إسرائيل لا تزال حتى اللحظة تطور سلاحها من خلال ميزانيات كبرى وضخمة، وأيضًا بدعم أميركي وغربي متواصل، ولكنه يوضح: "الاحتلال لا ينشر كل ما يفعله، وما يقوم بنشره يكون معنيًّا به، وهو يهدف بذلك إلى إضعاف الروح المعنوية لخصوم الاحتلال الصهيوني، وتهويل حجم التطوير من أجل إضعاف الروح المعنوية لدى العرب والمسلمين وتخويفهم من هذا الجيش وتطور ترسانته العسكرية".
ويتابع: "نحن نقرأ كل ما يتم نشره من هذين المنظورين ونؤكد أن هناك مبالغة كبيرة في ما يتم نشره من تطوير عسكري لدى الكيان الصهيوني، ومع ذلك لا نقلل من شأن هذا التطوير، ونتابعه ونحاول بكل ما نستطيع من قوة أن تصدى له". ويشير أبو عبيدة إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول الارتقاء بالجانب التكنولوجي على حساب الجانب البشري، ويوضح: "يسعى الاحتلال إلى تحويل جيشه إلى جيش تكنولوجي يدار عن بعد، فهو يحاول تطوير طائرات غير مأهولة ومركبات غير مأهولة، ويحاول وضع أجهزة تصنت ومراقبة وتصدٍ على الحدود غير مأهولة كذلك".
ويتحدث عن الجنود الإسرائيليين وعتادهم فيقول: "هناك ضعف في صفوفهم فالجنود لا يقاتلون عن عقيدة أو حق، إنما هم في حالة مستمرة من اليأس والهروب من الخدمة العسكرية وحتى الانتحار، والجبن في مواجهة المقاومة وجهًا لوجه على الأرض". ويؤكد أبو عبيدة أنهم يعلمون بأن لدى إسرائيل إمكانيات ضخمة ولكنه يقول: "نسعى لامتلاك وسائل تتناسب مع حجم التطور الصهيوني، وصحيح أن إمكاناتنا متواضعة ولكن لدينا مواطن خلل لدى الكيان الصهيوني نسعى لاستغلالها وتحقيق أكبر خسارة ممكنة لديه". نتابع التطورات العسكرية الإسرائيلية يوميًّاأبو يوسف الناطق العسكري لألوية الناصر صلاح الدين يقول "لإيلاف" بأن هناك أفراد مختصين داخل أجنحة الفصائل الفلسطينية المسلحة يتابعون التطورات العسكرية الإسرائيلية وحتى النواحي الأمنية بطرق وأساليب مختلفة لا يمكن الحديث عنها بالتفصيل. ويشير: "كل يوم هناك تطور نوعي وجديد في الأسلحة لدى الجيوش حول العالم، ولكن ما ينفرد به الجيش الإسرائيلي هو أنه يستخدم أسلحة محرمة دوليا، ويتابع: "العدو يطور أسلحته بشكل مستمر ويجربها في الميدان ضد الشعب الأعزل، ما يدفعنا في المقاومة للعمل على تطوير قدراتنا والبحث ومعرفة كيفية التصدي وإفشال قدرات العدو".
ويبين أبو يوسف أن الفصائل الفلسطينية على إطلاع كامل على جميع أسلحة العدو سواء المستخدمة في الميدان ضد الشعب الفلسطيني أو التي لم تستخدم في الميدان، ويضيف: "المقاومة تعرف مضادات هذه الأسلحة وكيفية إسقاطها ومواجهتها، وهناك خصوصية خاصة في ما يتعلق بموضوع المدرعات أو ما يستخدم ضد المقاومة الفلسطينية خصوصًا على الأرض". ويؤكد أن الفصائل الفلسطينية بإمكانياتها البسيطة وقدراتها المتواضعة لا تملك جهاز استخبارات بحجم الدول، ولكنه يوضح قائلاً: "ما لدينا من معلومات بحكم المتابعة والتجربة يمكننا من معرفة نقاط الضعف الإسرائيلي وصد الترسانة العسكرية الإسرائيلية وضربها، على الرغم من تطوّرها وتناميها بشكل مستمر".
ولا يشك أبو يوسف بأن الترسانة العسكرية الإسرائيلية تضاهي الترسانة العسكرية في الوطن العربي، وذلك أمر واقع كما يقول، ويضيف: "أضعف القدرات لدى الجيش الإسرائيلي هي أقوى من قدرة أي دولة عربية، لأن الدول العربية حكمت على نفسها بأن تكون مجرد حكومات سياسية ولا تمتلك أي قوة ردع وهذا ما أراده الغرب في الشرق الأوسط". اللعبة مستمرة والمفاجآت تظهر في الحروبالكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله يقول في حديثه "لإيلاف" أن هناك جانبين، أولها وهو الجانب الميداني والمناورات والتحركات العسكرية، وذلك تتصدى له المقاومة وتقيم خططها بناءا على ذلك، ويضيف: "أما الجانب الثاني وهو الأخطر هو الجانب الثاني وهو التكنولوجي وهو الأحدث والأكثر تطورًا في العالم ويعتمد على تكنولوجيا دقيقة متقدمة ومدعومة من الجانب الأمريكي، ولا أظن أن منطقة الشرق الأوسط بمجملها دخلتها هذه التكنولوجيا فهي لا تعرف شيئًا عن ذلك". ويوضح: "على الصعيد الميداني تستفيد المقاومة من المناورة وتجهز نفسها لتكون في حالة دفاعية فقط وليس في حالة هجوم، ولكن خبرتها في التصدي لإسرائيل مكنها من معرفة نقاط الضعف، ويضيف: "في السنوات العشر الأخيرة لاحظنا تطور في قدرات المقاومة الفلسطينية ولم تعد المقاومة كسابق عهدها وهذا بحكم قواعد اللعبة".
ويذكر عطالله أن المقاومة استهدفت دبابة ميركافا بصاروخ كورنيت على حدود غزة وقد تم سحبها، ويضيف: "استطاعت المقاومة أن تجلب هذا الصاروخ إلى قطاع غزة، وقد جربته في شهر 6 – 12 - 2010 وأثار ذلك حفيظة إسرائيل ما اضطَّر الجيش الإسرائيلي إلى استقدام الكتيبة تسعة المزودة بمنظومة مضادة لهذه الصواريخ". ويؤكد بأن "المقاومة" تقرأ نقاط الضعف في التسلح الإسرائيلي، وأن هذه لعبة مستمرة بين المقاومة وإسرائيل، ويبين: "هناك مفاجآت في الحروب، ولا يظهر كل طرف قدراته الحربية والقتالية، وذلك كان واضحًا في مقاومة حزب الله، واليوم أيضًا فاجأ صاروخ الكورنيت بغزة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقد تحدث الكنيست الإسرائيلي عن شلل واضح وخلل في سلاح البرية الإسرائيلية". ويتابع: "إسرائيل تدرك بأن المقاومة تطور من إمكانياتها وعتادها وذلك تكشفه من خلال أدواتها الاستطلاعية وأبراج المراقبة وطائراتها، ولذلك تمارس عمليات التمويه على الحدود وفي الجو، ويضيف: "تعرف إسرائيل مثلاً بأن المقاومة تستطيع حفر أنفاق من أماكن مأهولة بالسكان وتصل بها إلى الحدود ولذلك أفرغت أبراج المراقبة من الجنود واستخدمت التقنيات الأوتوماتيكية". ويرى عطالله أن قوة إسرائيل العسكرية تتطور بشكل دوري، ويشير: "خلال الصيف الماضي حصلت إسرائيل على ترسانة عسكرية ضخمة، وتحدث ايهود باراك بشكل عابر أنها الصفقة الأكبر، وأن أميركا سمحت بخروج أنواع أسلحة للمرة الأولى خارج تسليح أميركا". |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire