samedi 11 décembre 2010

"القاذفات الحرارية" سبب التهاب مناخ الجزائر في عز الشتاء

تمر الجزائر منذ 48 ساعة بموجة غريبة من الحرارة الشديدة في عز الشتاء، حيث وصل معدلها إلى 28 درجة مع احتمال ارتفاعها إلى أكثر من ذلك في غضون الأيام القادمة، وهو وضع مناخي يرجعه خبراء تحدثوا لـ"إيلاف" إلى ظاهرة القاذفات الحرارية التي ألهبت مناخ الجزائر بشكل شبيه لما عايشته البلاد في ديسمبر/كانون الأول 1990، حينما بلغت حرارة "الشتاء" آنذاك 34 درجة.
الجزائر: في سيناريو مستمر لليوم الثالث على التوالي، تغطي موجة الحرّ العاصمة الجزائرية وقطاع واسع من المدن الكبرى، وهو ما ولّد استنفارا بين السكان المحليين، حيث تأثرّت الفئات الهشة كالرضع والشيوخ والعواجيز لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، فيما فضّل فريق من مواطنيهم إلى نزع الألبسة الشتوية واستبدالها بأخرى صيفية.
وفي تفسيره لهذا الوضع الجوي "الشاذ"، يبرز د/لوط بوناطيرو المختص في علم الفلك وتقنيات الفضاء، أنّ المسألة طبيعية للغاية وليست استثنائية كما يتصور البعض، إذ يرجعها رأسا إلى ثلاثة أسباب رئيسة، تتصدرها ظاهرة القاذفات الحرارية التي تحدث بحسبه عند الانتقال من فصل إلى آخر، ملاحظا أنّ مناخا مشابها كانت الجزائر عرضة له بين أواخر أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول المنقضي، في مرحلة تعاقب الصيف والخريف، والأمر ذاته تكرر هذه المرة مع الانتقال من الخريف إلى الشتاء،
وهو يعكس حالة من التذبذب المناخي العارض.

ويشرح العالم الفلكي الجزائري أنّ ظاهرة القاذفات الحرارية ليست مقصورة على الجزائر، بل يشهدها الكون بأسره منذ الزمن القديم، ويربط د/بوناطيرو ارتفاع الحرارة في مقام ثان إلى تواجد النشاط الشمسي في أوجّ انتعاشه، بناءا على انطلاق الدورة الشمسية الجديدة هذا العام وامتدادها إلى أحد عشر سنة قادمة.
ويورد د/بوناطيرو كسبب ثالث، عامل التوازن الجوي، مسجلا أنّه من الطبيعي أن تكون هناك حرارة مماثلة للاضطرابات الجوية الحاصلة منذ مدة في الشمال، وهو ما يمثل بنظره "تناغما جويا" يتيح عدم انهيار المناخ، من خلال تقاطع تيارات هوائية على مستوى كبير كتلاقي تيار شمالي مع آخر صحراوي.
ويتوقع محدثنا أن تعرف حرارة الكوكب الأرضي ككل معدلات قياسية في غضون الأربعة أعوام القادمة، وسيستمر ريتم الارتفاع إلى آفاق سنة 2014، على أن يتراجع المدى تدريجيا إلى غاية 2021.

إلى ذلك، يرفض بوناطيرو ربط فريق من المختصين للحرارة الحالية في الجزائر ودول أخرى عبر العالم، بظاهرة الاحتباس الحراري، ويستدل الخبير الجزائري المخضرم بكون ظاهرة القاذفات الحرارية تحدث كل عام بشكل ظرفي لا يستمر كثيرا لا يتجاوز بضعة أيام، بينما ما يُعرف بالاحتباس الحراري طويل وممتد.
من جهته، يُرجع "محمد بوعزيز" المتحدث باسم مصالح الأرصاد الجوية في الجزائر، الاحترار السائد هناك إلى كتلة من الهواء الحار، قدمت من أوروبا الشرقية وعبرت دولا في الضفة المتوسطية الأخرى مثل اليونان، تركيا وألبانيا لتعبر المناطق الصحراوية قبل أن تصل إلى ولايات الشمال.

بدورها، تلاحظ "هوارية بن رقطة" المختصة بعلوم المناخ، أنّ موجة الحرّ ناتجة عن ضغط جوي مرتفع متمركز في حوض البحر الأبيض المتوسط، مصحوب بتيارات جنوبية- شرقية محملة بهواء جد حار قادم من المناطق الصحراوية نحو المناطق الداخلية والساحلية للجزائر.
وتترقب مصالح الأرصاد الجوية في الجزائر، أن تستمر موجة الحرّ إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، على أن تعود درجات الحرارة للانخفاض مجددا اعتبارا من الـ21 من الشهر الجاري الذي يتزامن مع افتتاح موسم الشتاء.

وكانت الجزائر كابدت "حرارة جهنمية" قبل أشهر من نوع لم يطال البلاد منذ سنوات طويلة، حيث تجاوزت درجة الحرارة مستوى 42 درجة مئوية، وتصدرت ولايات الجزائر العاصمة والبليدة وتيزي وزو والبويرة والمسيلة وقالمة لائحة المناطق التي اكتوت بموجة الحرّ الشديدة، في وقت تعدت درجات الحرارة عارضة 48 درجة بوسط الصحراء والواحات، خصوصا أدرار وتمنراست وورقلة.

وتزامنت موجة الحر هذه مع ارتفاع هام في معدل الرطوبة بشرق الجزائر، ما أفرز ثقلا في الجو أضحى معه التنفس صعبا خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين 
والرضع الذين عانوا أوضاعا كارثية خلال النهار وحتى خلال أوقات الليل.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire