بدأت الحياة على الأرض قبل نصف مليار سنة مما كنّا نظنّ سابقًا استنادًا إلى دليل جديد خاصّ بمتحجّر من بحيرة اسكتلانديّة.
وفقًا لصحيفة التلغراف، أظهرت الأحجار من حول بحيرة توريدون في وسترن روس فترة أساسيّة في تاريخ الحياة عندما بدأت تتحوّل الخلايا الجرثوميّة البسيطة إلى خلايا طحالب منفردة أكثر تعقيدًا والتي يسعها التكاثر والتركيب الضوئي.
يشار إلى أنّ الدراسات السابقة أرّخت "ثورة الشمس والجنس" على الأرض إلى حوالى نصف مليار سنة. غير أنّ المتحجّرات المزيّنة بشكل دقيق أظهرت أنّ الخضار والطحالب الأكثر تعقيدًا كانت تجتاح الأرض منذ مليار سنة.
فالدراسة التي تمّ نشرها في الصحيفة العلميّة المعروفة "نايتشور" بالغة الأهمّيّة ذلك أنها تظهر أنّ الحياة على الأرض كانت تتطوّر بسرعة أكثر ممّا توقّع العلماء.
ويقول البروفسور مارتن برازيي في قسم علوم الأرض في جامعة أوكسفرد إنّ الخلايا المعقّدة أدّت إلى نموّ النباتات بعد 500 مليون سنة، ما سمح للحيوانات الأولية أن تخرج من البحر وتتطور إلى حيوانات لتصبح أخيرًا بشرًا.
ويضيف قائلاً: "لا شيء من ذلك كلّه قد تحقّق لولا تطوّرات قديمة صدرت عن هذه الجراثيم المدفونة اليوم داخل الفوسفات في بحيرات توريدون. فهذه الأجسام هي التي حوّلت المنظر الطبيعيّ المؤلف من صحراء صخراويّة قاسية إلى مكان أخضر عذب".
لا بدّ من التنويه إلى أنّ معظم المتحجّرات تتحدّر من ترسّبات في قعر المحيط حيث بدأت الخلايا بالتكاثر جنسيّا منذ ملياري سنة. غير أنّه ثمّة معلومات ضئيلة عن كيفيّة تطوّر الحياة على الأرض.
في هذا الصدد، يقول الدكتور شارلز ولمان من جامعة شيفيلد إنّ "الأرض تحوّلت من أرض صخراويّة بور إلى مكان مخضوضر حيث تطوّرت الحياة قبل ما نظن سابقًا بأشواط". ويضيف إلى أن "العلماء يعتبرون أنّ الحياة بدأت من المحيط وأنّ التطورات الرئيسة في بادئ تطوّر الحياة استهلّت من البيئة البحريّة.
وطيلة هذا الوقت، لم تضجّ القارات بالحياة. وقد اكتشف العلماء دليلًا على الحياة المعقّدة على الأرض بالاستناد إلى ترسبات في اسكتلندا تعود إلى مليار عام، الأمر الذي يدلّ على أنّ الحياة على الأرض في تلك الآونة كانت أكثر وفرةً وتعقيدًا مما قُدّر آنفًا. كما أنّ هذا الاكتشاف يفسح في المجال أمام الإمكانيّة القائلة إنّ أهم الأحدات في تاريخ الحياة الأولية وقعت على الأرض وليس ضمن الحياة البحريّة وحسب".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire