في الوقت الذي يتمتع محمد بن همام بمكانته الرفيعة في الاتحاد الدولي لكرة القدم بوصفه عضواً للسنوات الـ15 الماضية في لجنته التنفيذية المتكونة من 24 شخصاً، فهو رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، واحد من الاتحادات الست التابعة لفيفا، ورئيس مكتب "فيفا جول" الذي يمنح الدعم المالي للجمعيات الأعضاء في كل انحاء العالم، وكان له تأثير كبير في نجاح بلده قطر في استضافة نهائيات كأس العالم لعام 2022، فإن نيته الآن هي إطاحة بلاتر من منصبه على رأس اللعبة الجميلة في العالم.
حيث قال لصحيفة "ذي غارديان" "ينبغي على الناس أن تقوم بمحاولة التغيير. التغيير أمر جيد. في غضون عشرة أيام سأعلن رسمياً ما إذا كنت أرغب في ترشيح نفسي (للانتخابات) أم لا".
والفريق الذي يقف إلى جانب القطري (61 عاماً) يتكون من الشباب نسبياً بالمقارنة مع بلاتر، الذي أكمل عامه الـ75 الخميس. وسيكون عمره 79 عاماً قبل نهاية الفترة الرئاسية المقبلة التي تمتد إلى أربع سنوات. ولكن شهية بن همام أثبتت أنها ليست لتعظيم شخصيته، خصوصاً منذ إعلانه ميله إلى الوقوف وراء أي منافس آخر ذي مصداقية لشغل الوظيفة، إذ أوضح "سأدعم مئة في المئة أي شخص... لم أتحدث مع ميشيل بلاتيني (رئيس يويفا) منذ مدة طويلة، لكنني سبق أن قلت له إنه إذا كان يريد أن يرشّح نفسه فإنه سيتلقى دعمي الكامل، ومازلت مصراً على ذلك".
وبما أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد ضمّن أكبر سياسة الارتباط مع الأندية – قيادة الدخل الرئيس لكرة القدم – في إطار عمليات صنع القرار في منظمته، فإن بن همام يعتبر هذه المهمة عنصراً أساسياً للاضطلاع، وينبغي على الاتحاد الدولي لكرة القدم القيام بمثلها. على نقيض من بلاتر الذي رفض مراراً وتكراراً مطالب بإجراء اصلاحات مماثلة في الفيفا.
فضلاً عن سياسة المشاركة، فإن رئيس الاتحاد الآسيوي يدعو إلى ادخال المزيد من الانفتاح في عمليات صنع القرار في الفيفا، إذ أوضح للصحيفة البريطانية "سأدعو إلى المزيد من الشفافية لتوسيع قاعدة صنّع القرار والهيئات داخل أروقة الفيفا".
وأضاف "سأحاول جذب أصحاب المصلحة أكثر لمنحهم منبراً حقيقياً للتعبير عن رغباتهم. لا يمكننا أن نتجاهل الأندية، وينبغي علينا احترامها، وعلى الأندية أيضاً أن تحترم الجمعيات الأعضاء (في الفيفا)".
وهناك أقل من ثلاثة أشهر قبل إجراء انتخابات الرئاسة التي ستعقد في "فيفا هاوس" في زيوريخ خلال مؤتمره الـ61 اعتباراً من 31 أيار/مايو وحتى 1 حزيران/يونيو. ولوحظ أن ثقة بن همام قد نمت بشكل مميز خلال الأشهر القليلة الماضية بعدما تلقى عدداً من إشارات طنانة من الاتحادات الكونفدرالية الخمس الأخرى، آسيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وافريقيا وأوقيانوسيا.
مع ذلك، يعتبر بن همام أن أوروبا هي المفتاح الرئيس. وهو مستعد لتأجيل قرار إعلانه ترشيح نفسه بضعة أيام أخرى لقياس ما هو مستوى دعم ترشيحه من بين أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، خصوصاً أنه عبّر عن سعادته من التصورات في معظم القرارات، رغم أنه لا يعرف نية أوروبا وكيف ستتعامل مع ترشحيه، إذ قال "أوروبا هي جوهر كرة القدم، وأود الآن أن أقوم بإجراء تقويم حقيقي فيها، على رغم أنني لم أعلن نفسي كمرشح حتى الآن، ولكن ربما سيكون من السهل رؤية رد فعلهم بعد ذلك".
وسيحضر بن همام مؤتمر باريس ليويفا الذي سيعقد في 20 الجاري، في الوقت الذي يكون قد أعلن عن ترشيحه لانتخابات الرئاسة من عدمه.
وأوضح القطري أنه ما لفت انتباهه وأعجب به هي التقارير التي نشرت هذا الأسبوع حول الدعم المؤثر الذي يتمتع به داخل الفيفا: "ان إعلان الاتحاد الانكليزي (قال إنه سيتصل به وسيقدم دعمه له) كان أمراً مشجعاً للغاية، والآن تتوقع مني الناس أن أقول شيئاً".
وبما أنه الشخص الذي ترأس الفيفا منذ عام 1998، فقد انحدرت سمعة سيب بلاتر عندما تم منع نائباً له وعضو آخر من اللجنة التنفيذية لفيفا من القيام بأي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات بعد مزاعم الفساد.
وطالب بلاتر، من جانب واحد، بإنشاء "وحدة لمكافحة الفساد" الذي تورط فيه شخصيات "سياسية ورجال المال والأعمال والمثقفين"، الأمر الذي تسبب في انتشار التذمر بين أعضاء اللجنة التنفيذية، وبعدها اعترف بلاتر أنه كان من الخطأ أن يتخذ مثل هذا القرار بمفرده.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire