mercredi 9 mars 2011

حضور قوي للنساء في سوق العمل بالجزائر ولكن..

حضور قوي للنساء في سوق العمل بالجزائر ولكن..
خلافا للصورة النمطية التي ظلت عالقة لسنوات طويلة في الجزائر، برع العنصر النسوي هناك في سوق العمل خلال الفترة القليلة الماضية، واستنادا إلى بيانات وإفادات توافرت لـ"إيلاف"، حضرت المرأة الجزائرية على نحو خاص في مجال الأنشطة المصغّرة وضمن ما يُعرف بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أين باتت بنات حواء تشكّلن أزيد من نصف النسيج المؤسساتي المحلي. 

الجزائرتشير إحصائيات رسمية حديثة إلى أنّ النساء الجزائرية من مراحل عمرية مختلفة، استحدثن ما لا يقل عن 117.441 نشاط مصغر، ما أسهم في توفير 176.154 منصب شغل إلى غاية الشهر الأخير، وتشكّل هذه الأنشطة نسبة 60 بالمئة من الاستثمارات الجارية في ميادين عديدة، وتخص قطاعاتالصناعة التقليدية، الزراعة، الخدمات، البناء والأشغال العمومية.
ويقول "مراد أوباد" المتحدث باسم الوكالة الجزائرية لتسيير القروض المصغرة، أنّ الآلاف من مواطناته استطعنّ بفضل عزيمتهن واصرارهن وجديتهن أن يجتزن بنجاح المراحل العديدة التي تقتضيها عملية انشاء مؤسسات وتجسيد مشاريعهنّ ضمن إحدى آليات التشغيل، ما مكّن "تسعديت"، "يمينة"، "نهاد"، وغيرهنّ من التموقع كمستثمرات ماهرات، وهو ما تؤكده فلّة التي تدير ورشة كبرى للخياطة:"تسلحنا بالإرادة والتفاني سمح للكثير من العاطلات والماكثات في البيوت من افتكاك مكانة في عالم الشغل وتحقيق الاكتفاء الذاتي".
من جهتها، تشكّل كل من سامية (44 عاما) وخديجة (57 عاما) نموذجا لمؤسسة صغيرة تبنت صنع العجائن الغذائية التقليدية، وسرعان ما أدرك المشروع نجاحاته وهو لم يكد يجاوز عامه الثاني، وتختص سامية وخديجة بتحضير صنوفا من الكسكسي والرشتة، إضافة إلى حلويات تقليدية أخرى تحظى برواج كبير في الأسواق المحلية، وهو ما دفع منظمة الزراعة العالمية (الفاو) لمنح السيدتين ميدالية فضية قبل أشهر.
ورغم ما تقدّم، إلاّ أنّ الواقع الذي تحياه المرأة في سوق الاستثمار المحلي ليس بالجيد، طالما أنّ نسبة النساء المستثمرات في الجزائر لا تتجاوز 12.77 بالمائة من مجموع المستثمرين في البلاد، وهي نسبة ما تزال ضئيلة مقارنة بعددهن في الجزائر وحجم ما يمتلكنه من مؤهلات علمية وقدرات تسييرية ومهارات يدوية تمكنهنّ من حجز مكانة أكثر قيمة.
وتشير بيانات رسمية أيضا إلى أنّ عدد النساء اللواتي يملكن سجلات تجارية في الجزائر بلغ 114.947 في أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، مقابل 113.543 قبل عام وهو ما يمثل 8.1 بالمائة من إجمالي التجار، ومن أصل التاجرات المسجلات، 110.494 هن أشخاص ماديين (96.1 بالمائة) و4.453 أشخاص معنويين (3.9 بالمائة).
وحول هذا المعطى، تشير "حميدة ناش" صاحبة مؤسسة محلية للنسيج، إلى أنّ الاستثمار النسوي في بلادها، لا يزال مُحتشما، رغم تواجد 40 امرأة من رئيسات المؤسسات، والتحفيزات الكثيرة والفضاءات المُستحدثة التي تتيحها مختلف الأجهزة العمومية الداعمة للاستثمار، إلاّ أنّ تهميش النساء في الوسط الريفي لا يزال محسوسا، رغم توسيع رقعة النساء المستفيدات من القروض لتطال اللواتي يتراوح سنهنّ ما بين 30 إلى 50 عاما، بدلا عن سقف الـ35 سنة كحد أقصى كان ساريا في السابق.
وتلاحظ "عائشة فكيس" أنّ قطاع الصناعة التقليدية يمكن أن يغدو مجالا أكثر خصوبة بحكم المواهب العديدة لدى الجزائريات في مجال الخياطة، الطرز وصناعة الحلوى التقليدية، وتقول فكيس الناشطة ضمن جمعية "بهاء" للحرف والفنون بأنّ سلطات بلادها مدعوة لترقية الصناعة التقليدية وتشجيع الحرف الموروثة أبا عن جد، كصنع الستائر الفاخرة ولوازم الحمام والأثاث التقليدي، فضلا عن القطع الخزفية والزجاجية والمجوهرات المتلألئة بالأحجار الكريمة.
كما تؤيد "وردية سوكري" ما ذهبت إليه عائشة فكيس بقولها أنّ الصناعات التقليدية المتكيّفة مع الحياة العصرية تساهم في توفير مناصب الشغل، ويخلق ديناميكية اقتصادية وسياحية مثل ما هو ذائع الصيت في الجنوب كصناعة الفخار وحياكة وترصيع الزرابي وما إلى ذلك.
وأظهر تحقيق حديث أنّ إجمالي النساء غير النشيطات في الجزائر، واللواتي يتراوح سنهن ما بين 15 إلى 59 عاما، يقدّر بـ6.5 ملايين إمرأة (المجتمع المحلي قوامه 36 مليون نسمة)، وبين الفئة المذكورة، 51.1 بالمائة منهنّ يتواجدنّ في الوسط الحضري، و48.9 % في الوسط الريفي، وتمثل النساءالمتزوجات 60.6% من هذا الوعاء، بينما 36.3 % منهن عازبات و3.1 % مطلقات وأرامل، علما أنّ 37.1% من هؤلاء النساء غير متعلمات، بينما 26 بالمائة لديهن مستوى إبتدائي و14.3 % مستوى إكمالي أو أكثر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire