mercredi 2 février 2011

قنابل حارقة على متحف القاهرة وخشية من احتراقه

القاهرة، وكالات: تحاول قوات الجيش المصري منع احتراق متحف القاهرة بعد إلقاء متظاهرون غاضبون قنابل ملتوف على مبناه.
 
 وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الاربعاء ان دعوات جهات اجنبية الى "مرحلة انتقالية تبدا الان" امر "مرفوض ويهدف الى تاجيج الوضع الداخلي" في مصر. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد الثلاثاء انه قال للرئيس المصري حسني مبارك "ان عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي ان تكون ذات معنى وان تتم في شكل سلمي وان تبدأ الان. كما اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ضرورة ان تكون "المرحلة الانتقالية (في مصر) سريعة" وان "تتسم بالمصداقية وتبدأ الان". 
 
ودعا الجيش المصري المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس حسني مبارك الى العودة الى بيوتهم. وقال الناطق باسم الجيش في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي ان "القوات المسلحة تدعو المتظاهرين للعودة الى ديارهم من اجل توفير الامن واستعادة الاستقرار في الشارع".
 
من جانبه، قرر مجلسي الشعب والشورى الاربعاء تعليق جلساتهما الى حين الفصل في الطعون الانتخابية، بحسب ما اكدت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. وأعلن اعلن التلفزيون الرسمي المصري تخفيف حظر التجول الساري منذ الجمعة في القاهرة والاسكندرية والسويس ليصبح من الساعة 17:00 الى الساعة 7:00.
 
وكان الجيش، وهو عماد النظام في مصر، اقر مساء الاثنين "بمشروعية مطالب الشعب" مؤكدا انه "لم ولن يلجأ الى استخدام القوة ضد الشعب". ولم يتضح في الحال اذا كان بيان الجيش المصري الجديد يعني انه سيقوم بالتدخل لتفريق المتظاهرين. وعقب هذا الاعلان نظمت في القاهرة تظاهرات مضادة مؤيدة للرئيس المصري.   
 
من جانبه قال المعارض المصري محمد البرادعي إن الرئيس حسني مبارك أخفق في تلبية مطالب المحتجين، ووصف تعهده بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى بأنه خدعة.
 
وأضاف البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام أنه إذا لم يستجبْ مبارك للدعوة كي يرحل حالا فلن "يكون رئيسا شكليا وحسب ولكنْ أيضا رئيس مسخ"، حسب تعبيره.
 
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الثلاثاء إنه سيفكر بجدية في ما إذا كان سيسعى للترشح للرئاسة المصرية. وأشار موسى إلى أنه يملك هذا الحق كمواطن مصري.
 
وموسى الذي سبق له شغلُ منصبِ وزير الخارجية في مصر، قال إن خطاب الرئيس مبارك تضمن شيئا جديدا لكنه أشار إلى أن بعض الناس لم يُصدّقوا أنه قدّم ما فيه الكفاية، وان النقاش في الايام المقبلة سيحدد ما اذا كان ما قدّمه كافيا.
 
هذا وكان مسؤول اميركي  اعلن في وقت سابق ان الرئيس باراك اوباما تحدث هاتفيا مع نظيره المصري حسني مبارك إثر الخطاب الذي القاه الاخير عبر التلفزيون وقال فيه انه لن يترشح للانتخابات المقبلة في ايلول/سبتمبر لكنه مصمم على اكمال ولايته الرئاسية حتى نهايتها.
 
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أوفد مبعوثًا خاصًا الى مصر، للتباحث مع الرئيس المصري حسني مبارك بشأن تطورات الأحداث على الساحة المصرية، وعلمت "إيلاف" من مصدر مطلع على مجريات اللقاء أنّ مبعوث أوباما، السفير الأميركي السابق في مصر فرانك ويزنر، بحث مع مبارك في الأوضاع والتطورات على الساحة المصريّة، ونقل إليه ثلاث نقاط وصفها المصدر بالرئيسيّة.
 
وقال المصدر لـ إيلاف إنّ الادارة الأميركية تحث الرئيس المصري على الرحيل وتسليم السلطة إلى نائبه عمر سليمان خلال الفترة الانتقالية إلى حين موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستكون في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
 
ويلفت المصدر الذي تحدث الى "ايلاف" إلى أن اميركا قد شعرت بخطر حقيقي على الأمن الاسرائيلي وخصوصا بعدما تمكن معتقلين ينتمون لحركة  حماس من الهرب من السجون ونجح ثلاثة منهم في العودة الى غزة. في المقابل، علمت "ايلاف" ان مبارك رفض طلب مبعوث أوباما، إلا أن المبعوث الأميركي لا يزال متواجدا في القاهرة وسيستمر في مساعيه ومتابعة الوضع عن قرب والاتصال بباقي التيارات الأساسية المتحكمة بثورة الشباب.  
وتطلب الإدارة الأميركية وفق المصدر الذي نقل أجواء لقاء ويزنر ومبارك أن يضمن عمر سليمان للمصريين أنه لن يصادر اموال او يجري محاكمات عشوائية في حق الشعب. وتشترط اميركا ان يتم تعديل الدستور بحيث يسمح لشخصيات قيادية سياسية مستقلة بالترشح لانتخابات الرئاسة (لان الدستور الحالي لا يسمح سوى لأعضاء الهيئات العليا في الأحزاب الممثلة في البرلمان منذ خميس سنين وهي ست احزاب فقط يحق لهم دخول انتخابات الرئاسة والاحزاب هذه هي اجمالا ضعيفة).
 
على الخط الآخر وفي اطار الاتفاق الذي حمله ويزنر، اجرت السفيرة الأميركية اتصالا مع الدكتور محمد البرادعي لدراسة امكانية ان يتدخل لتهدئة الجماهير والاتصال بالتيارات المعارضة الرئيسية في مصر، وخصوصًا أن البرادعي يحظى بشعبية واسعة في صفوف التيارات الشبابية التي دعت وقادت مظاهرات 25 يناير، وبينها حركة "ستة ابريل" وحركة "كلنا خالد سعيد" في اشارة الى الشاب الذي توفي نتيجة التعذيب في مدينة الاسكندرية.
 
وتريد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من البرادعي ان يجري اتصالات مع الشباب لتهدئة الأوضاع وابلاغهم بأن الرئيس سيتنحى وأنه سيتم تعديل الدستور على اساس ان تجري انتخابات نزيهة في نوفمبر المقبل. واشارت كلينتون الى ان الحكومة تستمر بتشكيلها الحالي الى حين موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
هذا وقد احتشد مئات الآلاف من المصريين بعد ظهر الثلاثاء في ميدان التحرير وسط القاهرة للمطالبة باسقاط الرئيس حسني مبارك استجابة للدعوة الى تظاهرة "مليونية" التي اطلقها "شباب الانتفاضة" في ما اعلنت قوى المعارضة الرئيسية رفضها التفاوض مع الدولة قبل تنحى الرئيس المصري الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
واعلن المفوض الاعلى للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الثلاثاء ان 300 شخص قتلوا منذ بدء التظاهرات في مصر ولكنه اوضح انها "تقارير غير مؤكدة". وكان المتظاهرون يرفعون الاعلام المصرية ويرددون هتافات تدعو الى رحيل الرئيس المصري من نوع "يا مبارك صح النوم النهاردة اخر يوم" او "يا سوزان خافي عليه واسحبيه من رجليه".
ودعا البرادعي أمس الثلاثاء الرئيس المصري الى ان يترك السلطة قبل يوم الجمعة المقبل الذي اطلق عليه المتظاهرون "جمعة الرحيل". واكد في تصريحات اخرى لقناة الحرة انه "مع خروج آمن" للرئيس المصري مؤكدا ان المعارضة تريد ان تطوي صفحة الماضي ولا تريد محاسبة مبارك عما حدث في عهده مشيرا الى انها ستقول "عفا الله عما سلف".

واعلنت قوى المعارضة الرئيسية ومن بينها البرادعي والاخوان المسلمون رفض التفاوض مع الدولة "قبل ان يرحل رئيس الجمهورية عن منصبه". 
اما الحركات الاحتجاجية الشبابية التي اطلقت انتفاضة الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير فأكدت على لسان احد قيادييها انها ستختار ممثلها للحوار مع الدولة "ولكن بعد تنحي الرئيس".

وقال شادي الغزالي حرب (32 سنة)، وهو طبيب جراح تخرج من جامعة القاهرة ثم نال درجة الدكتوراه في زراعة الكبد من احدى الجامعات البريطانية، لوكالة فرانس برس ان "الشباب الليبرالي سيكون له الاثر الاكبر في مسيرة مصر ما بعد مبارك".
 
واوضح ان شباب الحركات الاحتجاجية "سيختارون ممثليهم من بين عدة شخصيات مطروحة ابرزها محمد البرادعي وحائز جائزة نويل في الكيمياء احمد زويل". وامتدت التظاهرات خارج القاهرة حيث تظاهر اكثر من مائة الف في الاسكندرية وعشرات الالاف في ثلاث مدن في دلتا النيل هي المنصورة وطنطا والمحلة الكبرى.
 
وكان شباب الانتفاضة دعوا الى تظاهرة مليونية الثلاثاء في ميدان التحرير الذي اصبح مركز انتفاضتهم التي بدأت قبل اسبوع انقلبت خلاله الامور رأسا على عقب في اكبر دولة عربية ما اثار المخاوف من التداعيات المحتملة لما يحدث في مصر على الاوضاع الاقليمية.
 
وأعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان مساء الاثنين ان الرئيس المصري حسني مبارك كلفه إجراء حوار فوري مع المعارضة حول الاصلاح الدستوري والتشريعي "وتوقيتاته المحددة"، وذلك عشية تظاهرات مليونية دعت اليها الحركات الشبابية التي اطلقت الانتفاضة المصرية.
 
وقال سليمان في بيان تلاه عبر التلفزيون المصري "كلفني الرئيس اليوم باجراء الاتصالات على الفور بجميع القوى السياسية لبدء حوار حول كافة القضايا المثارة المتصلة بالاصلاح الدستوري والتشريعي على نحو يخلص بتحديد واضح للتعديلات الدستورية والتشريعية والتوقيتات المحددة" لهذه التعديلات.
واضاف ان الرئيس "شدد" على ان "قرارات محكمة النقض في الطعون الانتخابية لا بد ان تحظى بالتنفيذ الامين على نحو عاجل ودون ابطاء بما يكفل اعادة الانتخابات في الدوائر التي تم قبول الطعن فيها في الاسابيع المقبلة". وكان الجيش المصري أعلن في بيان أصدره مساء الاثنين انه يدرك "مشروعية مطالب الشعب" وأكد انه "لن يلجأ لاستخدام القوة" ضده عشية تظاهرتين مليونيتين دعا اليهما المتظاهرون المطالبون باسقاط الرئيس حسني مبارك.
 
وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون المصري ان "حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع" مؤكدا ان القوات المسلحة "لم ولن تلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب المصري".
 
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الذي تلا البيان: "إلى شعب مصر العظيم، إن قواتكم المسلحة إدراكا منها بمشروعية مطالب الشعب وحرصا منها على القيام بمسئوليتها في حماية الوطن والمواطنين، كما عهدتموها دائما، تؤكد ان حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع".
 
وشدد البيان على ان "القوات المسلحة على وعي ودراية بالمطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء". ودعا الجيش المواطنين الى "عدم الإقدام على أي عمل من شأنه الاخلال بأمن وسلامة الوطن وتخريب المصالح العامة والخاصة".
 
وقال البيان ان "إقدام فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين الآمنين أمر غير مقبول، ولن تسمح القوات المسلحة به أو بالاخلال بأمن وسلامة الوطن". ووجه نداء الى المصريين بالمحافظة على "مقدرات وممتلكات شعبكم العظيم، وقاوموا أعمال تخريبها سواء كانت عامة أو خاصة".
 
وتابع البيان ان "تواجد القوات المسلحة في الشارع المصري من أجلكم وحرصا على أمنكم وسلامتكم وقواتكم المسلحة وهي لم ولن تلجأ الى استخدام القوة ضد هذا الشعب العظيم الذي لم يبخل على دعمها في جميع مراحل تاريخه المجيد". وختم البيان ان وزارة الدفاع "تؤكد على أن قواتكم المسلحة هي الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ فحافظوا عليه".
 
وأعلن الاخوان المسلمون في بيان الاثنين "رفضهم التام لتشكيل الحكومة الجديدة" ودعوا الى استمرار التظاهر "حتى يترك النظام كله السلطة برئيسه ووزرائه وبرلمانه". وقال الاخوان، انه يقدرون "الموقف الجليل للجيش المصري الذي وقف مع شعبه واكدوا انهم "على ثقة من انه سيظل منحازا الى الشعب الذي يضفي الشرعية على اي شخص او برلمان او وزارة" في اشارة على ما يبدو الى نائب رئيس الجمهورية المعين حديثا اللواء عمر سليمان.
 
وشدد الاخوان في بيان على "رفضهم التام تشكيل الحكومة الجديدة التي تعد التفافا على ارادة الشعب ويدعونه الى الاستمرار في فعالياته وان يتحرك في مسيرات حاشدة في كافة انحاء القطر المصري حتى يترك هذا النظام كله السلطة برئيسه وحزبه ووزرائه وبرلمانه ويهيبون بهذا الشعب العظيم ان يتحلى بالصبر والمثابرة.
 
واضاف البيان "اذا كان النظام لا يزال مصرا على عناده ومحاولاته الالتفاف على هذه الانتفاضة المباركة من اجل اجهاضها، فلابد من اليقظة والحذر وعدم الانخداع بهذه العروض الماكرة".
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire