مما لا شك فيه أن الابتسامات ظهرت على وجوه جماهير برشلونة وهي تسير في شارع رامبلاس الشعبي وسط المدينة بعد تمديد غوارديولا عقده لمدة سنة أخرى، على رغم أن هناك شعوراً بأن الكثير لم يذكر عن تفاصيل العقد من قبل النادي أو المدرب نفسه.
والسؤال الأول والأكثر وضوحاً الذي يطرح نفسه، لماذا يوقع مدرباً في مثل مكانة ونجاحات غوارديولا عقداً لمدة سنة أخرى فقط؟ وهل رفض عقداً طويل الاجل عرض عليه؟
كانت مصادر النادي تؤكد في كانون الأول الماضي لوسائل الإعلام الاسبانية أن برشلونة على وشك عرض عقداً جديداً لغوارديولا لمدة خمس سنوات، إلا أن المقربين من المدرب كانوا يلوحون على أن كابتن برشلونة السابق سيكون سعيداً للاتفاق على مدة ثلاث سنوات.
وعلى سبيل المقارنة، وقع غريمه البرتغالي جوزيه مورينيو عقداً مع ريال مدريد في الصيف الماضي لمدة أربع سنوات.
ولم يعلق أي من روسيل أو غوارديوا حتى الآن على هذه الأسئلة، على رغم أن الثاني كان يقول في الماضي إنه لا يؤمن بالعقود الطويلة الاجل للمدربين "لأنه لا يمكن التنبؤ في كرة القدم، اللعبة التي تتغير دائماً".
ومع ذلك، كان هناك دائماً انطباع، الذي تم التأكد منه في أواخر العام الماضي عندما توصل المدرب إلى عدم التداول بفكرة الاتفاق على المدى الطويل، أن غوارديولا كان يراقب عن كثب الطريقة التي كانت الرياح تهب وراء كواليس كامب نو.
وبعد فوزه بالثلاثية التي لم يسبق لها في النادي الاسباني والذي حاز على ألقاب دوري أبطال أوروبا والدوري الاسباني وكأس اسبانيا في الموسم 2008/2009 – السنة الأولى لإدارة غوارديولا للنادي – تدهورت علاقة المدرب مع رئيس النادي آنذاك خوان لابورتا. وكان يعلم أيضاً أن الانتخابات الرئاسية كانت مستحقة في النادي الكتالوني في العام الماضي، وكان من الواضح أنه ينتظر ليرى ما إذا كانت هناك مفاجآت في اللحظة الأخيرة على رغم أن روسيل، المرشح الأقوى والمفضل قبل الانتخابات، خرج منتصراً.
وهدأت العواصف في بداية هذه السنة والتي كانت سرعتها قوية جداً لسنة أو سنتين ماضيتين، ولكن يبدو أن قليلاً من النسيم عاد إلى الظهور في الأسبوع الماضي أو نحو ذلك. فهل كان الوقت غير ملائم لغوارديولا ليوقع على صفقة تجديد عقد لمدة سنتين لتوطيد مشاركته في النادي، وأيضاً تأكيد التزامه بروسيل؟
وإذا لم يوقع غوارديولا تمديداً آخر في الصيف، فإنه ستبدأ بالتأكيد التكهنات مرة أخرى حول ما إذا كان سيلتزم بالبقاء في نوكامب لمدة عام آخر في منتصف طريق الموسم المقبل أو سيترك النادي في نهاية حزيران 2012؟
ومن الواضح أن المناقشات حول مستقبله، سواء علناً أو داخل أروقة نوكامب، لم تفعل أي ضرر في غرفة تغيير الملابس في البارسا. فالنادي يتصدر لا ليغا بفارق سبع نقاط عن غريمه ريال مدريد الذي سيواجهه في نهائي كأس ملك اسبانيا في 20 نيسان المقبل، وهو أيضاً تأهل إلى الدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا وسيقابل فيه ارسنال يوم الأربعاء على استاد الإمارات في مباراتهما الأولى.
ومع ذلك، وبمجرد عدم وجود اضطرابات كبيرة داخل النادي هذه المرة، لا يعني أنه لن تكن هناك في المرة المقبلة. فقد ناقش المقال الافتتاحي لصحيفة "الموندو ديبورتيفو" الرياضية اليومية مجرد تلميح القناعة المقدمة من الرئيس التنفيذي لبرشلونة "إنها الصيغة (توقع العقد لمدة عام واحد) التي نجحت مرة واحدة، لذا لا معنى للتغيير الآن. العقد سنة بعد أخرى سيسمح لك أن تكون سيداً على القوى العاملة الخاصة بك في المدى القصير".
ولكن ماذا عن التخطيط المتوسط الاجل وحتى الطويل الأجل؟ وهو السؤال الذي تم طرحه بالفعل من قبل معظم الاسبان الأذكياء وأنصار البارسا والجماهير غير الملتزمة على حد سواء، على رغم اطلاق التكهنات على أن الجانب الثاني قد يكون متناقضاً للمصطلحات في العديد من أندية كرة القدم الأوروبية.
المال هو أيضاً قضية في برشلونة. فقد انتخب روسيل لتفويضه على تدقيق حسابات النادي وتنظيمها. فالكثير من أنصاره يتذكرون ما قاله في الصيف الماضي من ان برشلونة لم يتمكن من دفع رواتب لاعبيه في الوقت المحدد.
وهناك اشتباه سائد على أن روسيل قد يلعب بطريقة قاسية للضغط على أجور غوارديولا، في حين أن مدرب برشلونة قد يرغب أيضاً للحفاظ على خياراته مفتوحة لفترة أطول قليلاً، وإدراج بعض من "شروط خاصة" في عقده، خصوصاً إذا كان هناك نادياً في الدوري الممتاز الانكليزي مهتماً للاستحواذ على خدماته.
ويُعتقد بأن أجر غوارديولا الثابت هو 1.5 مليون يورو سنوياً في هذه اللحظة. ورداً على ترقيته من إدارته للفريق الاحتياطي ومع بدء العمل بنظام المكافآت، يعني أن أجره أصبح ما يقارب من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ. وهذا ليس أجراً سيئاً بالمقارنة مع رواتب معظم المدربين في العالم، ولكنه أكثر قليلاً من ثلث المبلغ الذي يحصل عليه نظيره في ريال مدريد مورينيو.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية كانت هناك تكهنات على نطاق واسع في اسبانيا وأماكن أخرى حول من الذي سيتحدث مع خوسيه ماريا أوربيتغ وكيل غوارديولا، وما هي الأموال المفترضة التي يمكن وضعها على الطاولة؟
يذكر أن انتر ميلان كان مرتبطاً على نطاق واسع بشأن تحرك غوارديولا عبر البحر الأبيض المتوسط خلال الصف الماضي، خصوصاً بعد إقالة رافائيل بينيتو وتعيين ليوناردو. ولكن بمجرد إعلان برشلونة حصوله على خدمات غوارديولا، سارع إرنستو باوليلو المدير العام التنفيذي في انتر، بالقول إلى وسائل الإعلام الايطالية: "لم يكن غوارديولا هدفاً لرغبة انتر، ونحن سعداء بأنه مدد عقده، ولكن لدينا ليوناردو الذي سيصمد بإحكام".
وحتماً، في هذه الحقبة، كانت هناك شائعات باهتمام من الشرق الأوسط بخدمات غوارديولا مع استعداد الاتحاد القطري لكرة القدم على جعله المدرب الأغلى أجراً في العالم. وإذا لم يتمكن غوارديولا من تمديد عقده الحالي، فإن وجهته الأخرى المعقولة في صيف عام 2012 ستكون من الواضح تدريب المنتخب الاسباني، خصوصاً أنه من المتوقع أن يتنحى فيسنتي دل بوسكي بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012.
وليس بالضروة أن يضطر غوارديولا إلى خفض أجره، بما أن الاتحاد الاسباني ربما سيجد المال اللازم لتلبية راتبه الحالي، بعدما ارتفع دخله بشكل كبير بعد فوزه بكأس العالم.
ومن المحتمل أن يكون المدرب الاسباني في النهاية خلفاً للسير اليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد، خصوصاً أنه يجيد الانكليزية بطلاقة.
ومن يعرف أي من أندية الدوري الممتاز الانكليزي الأخرى التي ستقدم عروضها في هذا الوقت من العام المقبل. فليس من الصعوبة جداً وضع سيناريوهات، حيث يمكن أن يصل إلى ارسنال أو تشلسي أو ليفربول أو مانشستر سيتي في صيف عام 2012.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire