رغم أن محصلة حفل توزيع جوائز الأوسكار التي انتهت في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الأحد لم تكن صادمة بشكل كبير بالنسبة لكثيرين، إلا أنها شكَّلت سقوطاً حاداً لفيلم "الشبكة الاجتماعية"، الذي لم يتمكن من إضافة جائزة أوسكار أفضل فيلم إلى رصيد الجوائز التي حصل عليها مؤخراً، في الوقت الذي حقق فيه أمس عدداً من الألقاب، منها أفضل موسيقى تصويرية، وأفضل مونتاج، وأفضل نص مقتبس.
ففي الوقت الذي كان يتنبأ فيه بعض من مسؤولي شركة سوني، التي قامت بإنتاج فيلم الشبكة الاجتماعية، بأن يحصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم، وهي الرؤية التي كان يتوقعها آخرون من المهتمين بعالم السينما داخل الولايات المتحدة، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وذهبت الجائزة إلى فيلم "خطاب الملك"، الذي يحكي قصة ملك بريطانيا، جورج السادس، الذي كان يعاني من مشكلة كبرى في نطق الكلام.
ونقلت صحيفة لوس أنغلوس تايمز عن ديفيد سيدلر، كاتب سيناريو فيلم "خطاب الملك" الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو، قوله :" لم نسرق الجائزة. وقد حدث ما حدث". وقالت الصحيفة أيضاً إن السباقات التي ترمي للفوز بجوائز الأوسكار، مثلها مثل الحملات السياسية، غالباً ما تكون مليئة بتقلبات كبيرة في الآراء، التي لا يمكن تفسير كثير منها.
وعن الأجواء التي تحتدم فيها المنافسة بين النجوم الذين يشاركون بأعمالهم في مهرجان الأوسكار، قال مايك دي لوكا، أحد منتجي فيلم الشبكة الاجتماعية :" هذه هي الطريقة التي يسلكها دائماً المهرجان على مدار تاريخه. فيكون هناك أكثر من خيار لدى الجمهور وأكثر من خيار لدى النقاد ولا تعرف أي الطرق التي ستنتهجها الأكاديمية". لكن في السنوات الأخيرة، توافقت آراء النقاد، من خلال اختيارهم لأفلام "The Hurt Locker" عام 2010، و "Slumdog Millionaire" عام 2009، و " No Country for Old Men" عام 2008، مع رؤى منظمي حفل توزيع الجوائز.
وبعد الإجماع مساء يوم أمس على اختيار فيلم "خطاب الملك" كأفضل فيلم، مضت الصحيفة تنقل عن دانا برونيتي، إحدى منتجات فيلم الشبكة الاجتماعية، قولها :" كنا متوجهين صوب جميع هذه الأحداث وكان الكل يحب فيلم ( الشبكة الاجتماعية)، لكني كنت أصر على القول بأن ذلك ليس أمراً جيداً وأنه ستكون هناك ردود فعل عنيفة".
وبعيداً عما يتردد بشأن احتمالية وقوع المسؤولين بشركة سوني في أي أخطاء إستراتيجية، أو بشأن بعض الهفوات التي وقع بها ربما المسؤولون عن تسويق الفيلم، فإن كثير من الأشخاص المقربين من الفيلم والمنافسين الاستراتيجيين على الجوائز قالوا إنه حتى وإن كان فيلم "خطاب الملك" قد كان مقدراً له أن يفوز بجائزة أفضل فيلم، فإن "الشبكة الاجتماعية" ربما ساهم في ذلك بشكل أكثر فعالية.
فرغم أنه كان الفيلم المفضل لدى النقاد من البداية، إلا أنه ركَّز أيضاً على نخبة ذكرية من جامعة هارفارد، وعملت شخصياته النسائية أساساً كفتوحات جنسية. أما فيلم "خطاب الملك"، فقد رُصِد من خلال الحملة التي جرى تخصيصها له بغية الظهور بشكل جيد في حفل توزيع جوائز الأوسكار بوصفه قصة خالدة حول الولاء والصداقة والشجاعة.
وبينما واجه "الشبكة الاجتماعية" بعض العقبات الصعبة من البداية، وعلى رأسها عرضه المبكر نسبياً في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فإن فيلم "خطاب الملك" لم يُعرَض إلا في عدد محدود من دور العرض يوم الـ 26 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire