vendredi 28 janvier 2011

كلينتون تطالبه باصلاحات شاملة وفورية.. والمتظاهرون يحرقون مقار للحزب الحاكم والشرطة

 
لندن ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الشامي: كان النظام المصري يترنح مساء الجمعة تحت وطأة 'جمعة الغضب' التي نجحت في اجبار الرئيس حسني مبارك على الاستعانة بقوات الجيش، بعد ان فشلت وزارة الداخلية في قمع الانتفاضة رغم قيامها بقطع شبكة الانترنت ووقف الاتصالات عبر الهواتف المحمولة، واللجوء الى اساليب عنيفة في مواجهة المتظاهرين ادت الى استشهاد خمسة مواطنين على الاقل، واصابة نحو الف شخص.
وبدا الارتباك واضحا في تصرفات النظام، اذ اعلن التلفزيون الرسمي عن خطاب للرئيس مبارك، الا انه لم يلق ذلك الخطاب حتى العاشرة مساء بتوقيت القاهرة.
واعلن التلفزيون قرارا باسم الحاكم العسكري وهو الرئيس مبارك حسب قانون الطوارئ المعمول به منذ توليه الحكم، بفرض حظر التجوال في ثلاث محافظات هي القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس، ثم اعلن توسيعه ليشمل كافة محافظات الجمهورية، لكنه عاد واعلن اقتصاره على المحافظات الثلاث على ان يبدأ من الساعة السادسة مساء حتى السابعة صباحا.
واكد شهود عيان ان المتظاهرين استمروا في التواجد في الشوارع بعد بدء حظر التجوال، ولوحظ ان الجماهير رحبت بنزول الجيش، واحتفلت بأفراده في كثير من المدن. واكتفت قوات الجيش بتأمين المراكز الحيوية في الدولة وشاركت في رفع الاعلام المصرية في التحام مع المواطنين.
وقال التلفزيون الرسمي ان الاوضاع عادت لطبيعتها بعد نزول قوات الجيش، 'بقرار من رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك' الا انه لم يذكر شيئا عن الخطاب الذي كان اعلن عنه، كما لم يذكر مكان تواجد الرئيس.
وادى عدم ادلاء مبارك بالخطاب المعلن عنه الى تكهنات متضاربة تراوحت بين معاناته من 'صدمة نفسية' رجحت كفة عدم الادلاء به تفاديا للاثار التي يمكن ان يتركها، وبين كونه مشغولا باعداد مجموعة من القرارات الاقتصادية والسياسية لتهدئة الانتفاضة خاصة بعد صدور تصريحات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية التي طالبته فيها باصلاحات شاملة، واعادة الاتصالات الهاتفية وشبكة الانترنت.
وتعرضت مقار للحزب الوطني الحاكم في العديد من المدن، بينها المقر الرئيسي في القاهرة، الى الحرق والنهب من قبل بعض المتظاهرين. كما تعرضت بعض مقار مباحث امن الدولة، والمجالس المحلية لهجمات.
وكانت النيران مازالت مشتعلة مساء امس في العديد من مراكز الشرطة، كما حاول عدد من المتظاهرين اقتحام مبنى التلفزيون الا ان الجيش سارع الى تأمينه. وبدت القاهرة مقبلة على ليلة طويلة في ظل مخاوف من انفلات امني بعد اختفاء قوات الشرطة في العديد من المدن والمناطق.
وقال شهود عيان ان المتظاهرين يسيطرون على ميدان التحرير الاستراتيجي، وان قوات الجيش لا تحاول فرض حظر التجوال، بينما اختفت قوات الشرطة التي كانت سحقت تجمعا مماثلا الثلاثاء الماضي.
وعقد الرئيس الامريكي باراك اوباما اجتماعا خاصا لبحث التطورات في مصر، وكانت وزيرة الخارجية قالت 'اود ان اقول شيئا عن الاحداث في مصر. نحن نواصل مراقبة الوضع عن كثب. ونشعر بالقلق البالغ لاستخدام الشرطة المصرية وقوات الامن العنف ضد المتظاهرين، وندعو الحكومة المصرية الى بذل كل ما بوسعها لكبح جماح قوات الامن'.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الجمعة السلطات المصرية الى العمل على اطلاق سراح كل المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات الاخيرة 'على الفور ومن دون شروط'.
واعتبر مراقبون ان مصير نظام مبارك اصبح في ايدي الجيش، وان الساعات المقبلة قد تحسم الموقف، مستبعدين ان يقوم الجيش بقمع الانتفاضة استنادا الى مناسبات تاريخية سابقة اكتفى فيها بتأمين مراكز الدولة دون التعرض للمتظاهرين كما في العام 1977 او قوات الامن المركزي كما في العام 1986.
وفي وقت لاحق قال جنرال أمريكي كبير إن رئيس أركان الجيش المصري يعتزم العودة الى مصر الجمعة من الولايات المتحدة ليقطع على ما يبدو زيارة تهدف لاجراء محادثات عسكرية في الوقت الذي اجتاحت فيه الاضطرابات مناطق مختلفة من مصر.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت في وقت سابق امس إن رئيس الأركان الفريق سامي عنان يقود وفدا لمحادثات عسكرية من المقرر أن تستمر حتى الاسبوع المقبل.
واضاف الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي 'لا يزال في الولايات المتحدة. أعتقد أنه ينوي العودة اليوم'.
ورغم مشاركة الدكتور البرادعي في المظاهرة فقد بدت المعارضة بكافة اشكالها على الهامش. واصيب الدكتور ايمن نور زعيم حزب الغد اثناء مواجهات بين المتظاهرين والشرطة في القاهرة، بينما لم يؤثر قرار اعتقال قيادات كبيرة بينها اعضاء في مكتب الارشاد في جماعة الاخوان على الوضع في الشارع.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire