بيروت: دون شك أن أي مراقب للساحة الفنية لن يختلف معنا إن قلنا بأن الفنان اللبناني وائل كفوري يتخبط فنياُ منذ مدة، ووجوده اليوم يعتمد على رصيده الكبير من النجومية لدى الشارع العربي، لكننا لو قيمنا نتاجه في الفترة الأخيرة من الأغنيات المنفردة، سنجد أنه يصيب مرة ليخطيء مرات، وأن أغلب إصداراته الأخيرة لم تحقق النجاح الذي تعودناه منه.
آخر إخفاقاته الفنية أغنية ركيكة جداً كلاماً، وأٌقل من عادية لحناً وتوزيعاً، من يسمعها يعتقد بأنه نبشها من الأرشيف الغابر، ونفض عنها الغبار، ثم سجلها وأصدرها الى السوق دون أن يجد من ينصحه نصيحة صدوقة بالعدول عن ذلك.
الأغنية موضوع المقال عنوانها "رديلي الصور" !!!
ويقول فيها...
رديلي الصور إذا بعدن معك
ورديلي مكاتيبي إللي كتبتا إلك
صعب ترديلي ايامي وسنيني وعمري واحلامي
ما بعلمي كنتي غرامي وشو إللي غيرك
يمكن ما بدك تعطيهن وعندك بدك تخليهن
العشرة لو بتضويهن انا بدي الصور
أولاً لا نعلم في عصرنا هذا كيف سترد له حبيبته الصور، والكاميرات الفوتوغرافية التقليدية قد إنقرضت تقريباً، و 99.9% من صورنا اليوم ديجيتال.
كيف ستردها له ؟ هل تردها على "سي دي" أم على "كرت ذاكرة"، فالصورة الشعرية هنا - إن وجدت - خارج إطار زمننا المعاصر.
ولم نفهم أيضاً كيف سترد له مكاتيبه هل تضع له الإيميلات أو الرسائل النصية على ديسك، بعد أن تمحوها من أقراص الذاكرة على اللابتوب، والموبايل، و الـ IPAD ، والـ Iphone !!
أو ربما عليها أن تعيد له ما كتبه لها على الـ بلاك بيري مسنجر مثلاً، أو ترفعها عن صفحتها على الفايس بوك مثلاً وترسلها له بالإيميل؟
ولم نفهم ما معنى : " يمكن ما بدك تعطيهن وعندك بدك تخليهن ... العشرة لو بتضويهن أنا بدي الصور "... ؟!!!
فهي في حال ندمت وأرادت أن تعود له وهو يرفض ... ما حاجته الى الصور ؟
وما حاجتها هي لهم إن كانت قد قررت أن تتخلي عنه هو شخصياً؟!!!
حاولنا أن نحلل تحت أي تأثير كان عندما قبل وائل بغنائها... فعجزنا ؟!!
نعتقد بأن على الكفوري إعادة حساباته جيداً، وعدم الإستهتار بجمهوره، فهو في حالة إخفاق فني تام حالياً، ولم يقدم أغنية حققت نجاحاً لافتاً منذ أشهر طويلة، بدليل أننا إذا حاولنا تذكر ما قدمه في هذه المرحلة سنعجز عن تذكر إسم الأغنية، ولا نذكر سوى أنه قدم أغنية لا طعم لها على عيد الحب في العام الماضي، مرت مرور الكرام، تلتها أغنية نجحت نجاحاً أعرج.... وأخرى مثلها الخ
وائل كفوري عندما كان يصدر أغنية كنا نحفظها عن ظهر قلب، وترسخ في الذاكرة، وبمرور الزمن تصبح من كلاسيكيات العصر، ولا نحتاج لجهد لنتذكر إسمها أو لحنها أو كلماتها، ولا نضطر لـلجوء لـ "غوغل" ليذكرنا بها وبتفاصيلها.
نأسف أن يصل نجم يمتلك صوتاً وإحساساً لن يتكررا، ويعتبر من أهم الأصوات الرجالية في عصرنا هذا الى هذه المرحلة من التخبط الفني... ونعتقد بأنه بحاجة الى مستشار وصانع أغاني شاطر، يقود العملية الإنتاجية، ونرجوه الا يتكل على نفسه في ذلك، لأنه أثبت بأنه كلما إستقل بقراره الفني ضاع.
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire