استحق عام 2010 لقب عام التغيرات والمفاجآت عن جدارة لما حمله من خسائر وحتى مكاسب اقتصادية، والشيء الوحيد الذي أورثه هو الأزمة الإقتصادية الطاحنة، التي بدأت قبل عامين، وهاهي مستمرة حتى السنة الجديدة 2011.
واشنطن: شهد العام 2010 في أميركا، كما في كل العالم، تغيرات ومفاجأت كبيرة. فقد شهد أزمات شركات كبرى وإفلاس شركات وبنوك وصراعات، كما شهد أيضًا العديد من الإنجازات والنجاحات والمشاريع والمبادرات التي تساهم في تطوير سوق العمل، وتسهم في دفع عجلة التنمية الإقتصادية والنهوض بالبلاد.
فقد افتتح عام 2010 في يناير/كانون الثاني على بوادر أزمة سياسية بين الصين وأميركا على خلفية شركة غوغل. فقد دخلت شركة البحث الاكتروني الأشهر حلبة الصراع الأميركي الصيني بسبب الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له من قبل الصين، والذي جرى العرض من خلاله على حسابات ناشطين في حقوق الإنسان.
كما تعرضت شركة تويوتا في مارس/آذار لأزمة كبيرة عندما اكتشف خلل في مكابح سياراتها الهجين. تلتها في ذلك شركة فورد الأميركية، التي بدورها تعرضت لأزمة في سياراتها الهجين عندما وجد الخلل نفسه في مكابح السيارات.
لن ننسى الأزمة الإقتصادية الطاحنة المستمرة منذ العام 2008، والتي على أثرها عانت الكثير من الشركات والبنوك، واستمر مسلسل إفلاس البنوك . فقد أعلن 100 بنك أميركي من البنوك المتعثرة، التي كانت تعاني مشاكل اقتصادية جمة إفلاسه، وذلك بعد تخفيض المساعدات لإنقاذ تلك البنوك، والتي تقدر بحوالي 4,2 مليار دولار.
وعلى الرغم من نتائج الأرباح التي منيت بها الشركات والمؤسسات وتحسن القوة الشرائية في نهاية العام في موسم العطلات، إلا أن هذا العام شهد تسريح العديد من الموظفين وبقاء معدلات البطالة مرتفعة، على الرغم من انخفاضها قليلاً.
وبين كل هذه الإخفاقات والأزمات التي شهدها العالم هذا العام، كان هنالك بصيص أمل من خلال إنجازات جيدة تمت قد تسهم في دفع عجلة التنمية والإقتصاد الوطني. وعلى الرغم من تواضع بعضها، إلا أنها تعد جيدة، وذلك نسبة إلى الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والعالم.
ففي مايو/ايار 2010 تم دمج الشركتيين العملاقتين للطيران "يونايتيد" و"كونتينتال" للطيران والإعلان عن تأسيس أكبر شركة طيران في العالم. كما وفي أكبر لحظة تاريخية أستطاع باراك أوباما الرئيس الأميركي انتزاع الموافقة من الكونغرس على مشروع قانون الرعايا الصحية، الذي يعدّ أهم حدث في تاريخ أميركا، فهو يمنح تأمينًا صحيًا لأكثر من 32 مليون مواطن أميركي ممن لا يحظون بالرعايا الصحية.
كما سيسهم في تخفيض العجز في الميزانية الإتحادية بمقدار 38 بليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة إذا تم. ولا يستثنى من ذلك انعقاد المنتدى العالمي لمحاربة الفقر والجوع والأمراض، الذي نظمته الأمم المتحدة، وشاركت فيه معظم دول العالم.
وفي خطوة هى الأولى من نوعها، ومن المشاريع الجيدة والجديدة التي حدثت، التقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما برجال أعمال مسلمين وعرب في واشنطن، وذلك في انعقاد أول قمة رجال أعمال مسلمين وعرب في إطار تعزيز النمو الإقتصادي المتبادل وتوسيع دائرة التعاملات التجارية والمالية.
ويرى العديد من أصحاب الشركات والمحال أن هذا العام يعد الأفضل اقتصاديًا، على الرغم من ضعفه. فهو على الأقل حرك الركود الذي دام سنتين. هذا وقد انتهى عام 2010 بتفاؤل يشوبه الحذر من قبل المحللين والاقتصاديين، وذلك لما حققته نتائج آخر العام، التي جاءت مبشّرة في الربع الأخير منه.
إضافة إلى ارتفاع معدلات الشراء التي أقلعت بطريقة أفضل عما كانت عنه في العامين الماضين، وذلك منذ نشوء الأزمة الإقتصادية. كما إن معدلات المستخدمين لكوبونات الطعام أو ما يسمّى بإعانات البطالة انخفضت لتصل إلى 8 %، بحسب التقارير التي قدمتها وزارة العمل.
source:elaph |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire