في حدث عُدّ الأبرز فلكيا مطلع السنة الجديدة 2011، عاشت الجزائر صباح اليوم الثلاثاء حالة من الكسوف الجزئي استمرت 147 دقيقة، وهو كسوف يعد الأول من نوعه في الجزائر بعد خمس سنوات عن كسوف مماثل حصل في 29 مارس/آذار 2006. كامل الشيرازي من الجزائر: بدأ الكسوف الجزئي بالجزائر على الساعة 07:43 بالتوقيت المحلي (08 .43 غ) وانتهى على الساعة العاشرة وعشرة دقائق بتوقيت الجزائر (11.10غ)، علما أنّ الكسوف بلغ أوجه على الساعة 08:53 بالتوقيت المحلي، إذ وصل إلى نسبة 56.3 % على مستوى العاصمة الجزائرية وضواحيها.
وشرح الدكتور "نسيم صفواني" رئيس قسم الفلك بجامعة الجزائر، أنّ حجم هذا الكسوف في المناطق الأخرى من البلاد متباينا، إذ تراوح بين 30 % بمنطقة تمنراست (1800 كلم جنوبي غرب العاصمة) وارتفع إلى حدود 60 % بمنطقة القالة (حوالي 600 كلم أقصى شرق البلاد) ما جعلها في موقع مفضل لرصد هذا الكسوف.
وبحسب شروحات "جمال ميموني" الفيزيائي البارز ورئيس جمعية "سيريوس" لعلم الفلك، فإنّ الكسوف الشمسي الذي يعد ظاهرة دورية في الزمان سبق وأن حدث مرات عدة بالجزائر، وصادف هذه المرة غرة شهر صفر 1432 هـ، نشأ عن توسط القمر بين الأرض والشمس بشكل جزئي في العالم وشمل دولا عربية ومناطق في وسط وغرب إفريقيا وكذا غرب آسيا وسيبيريا وبلغ حجمه الأقصى في شمال السويد بنسبة 85.72 %.
وتسبّب هذا الموعد الفلكي الهام في حالة طوارئ بسبب مخاطر التحديق في الشمس دون استخدام وسائل الوقاية، فيما استغلت وسائط إعلامية المناسبة لتعريف مواطنيها بالظاهرة، والكشف عن مسار الشمس وهي تختفي وراء القمر، بينما جنح عشاق الفلك إلى متابعة انكساف الشمس باستخدام النظارّات والمناظير المقرّبة وأدوات بصرية أخرى لمواكبة ظاهرة بديعة وفرت لحظات جد رائعة.
وبدت شوارع الجزائر العاصمة شبه خالية من المارة والسيارات، أين فضّل كثير من السكان المحليين، المكوث في منازلهم أو الخروج إلى الأسطح والساحات بالنسبة للمهووسين بالرصد، في وقت بقي الموظفون والطلبة في حيرة من أمرهم، بسبب تخوفهم من الخروج تبعا لتحذيرات وزارة الصحة لمواطنيها من مشاهدة الشمس دون استعمال وسائل الوقاية خلال مدة الكسوف الجزئي لتفادي الاضطرابات التي تصيب العين خاصة لدى الأطفال مؤكدة بأن مشاهدة الشمس مباشرة يمكن أن يتسبب في اضطرابات القرنية وحروق لحاسة البصر يؤدي الى تدهوره وبالتالي الاصابة بالعمى.
وبلغ الاستمتاع بذروة الكسوف لحظة الكمال، على حد تعبير متابعين للظاهرة، واستعمل هؤلاء نظّارات واقية من أشعة الشمس على غرار نظارات التلحيم بدرجة 14 فما فوق، كما لوحظ استعمال أدوات بصرية أخرى مثل المنظار المقرّب والتليسكوب، خلافا لمناسبات سابقة استخدم فيها هائمون بالفلك النظارات الشمسية وتلك الخاصة بأفلام الاشعة والأفلام السلبية الخاصة بآلات التصوير والزجاج الملون.
وفيما اعتبرت جمعية " الشعرى " المختصة بعلم الفلك، أنّ الجزائر شهدت ظاهرة فلكية متميّزة بحجم الكسوف، توقع المركز الجزائري للرصد الجوي، أن تعرف الجزائر كسوفا آخر في الثالث نوفمبر/تشرين الثاني 2013، بيد أنّ ذاك الكسوف لن يكون قويا ولن تتعدّ نسبته حدود العشرين بالمائة، خلافا لدولة السودان التي سيبلغ بها مستوى انكساف الشمس عارضة الـ80 بالمئة.
ويُتوقع أيضا أن تشهد الجزائر كسوفا ثالثا في العشرين مارس/آذار 2015، يليه رابع في الفاتح سبتمبر/أيلول 2016 وسيغشى وسط وجنوب الجزائر، بينما يٌنتظر حدوث كسوف كلي في الثاني أغسطس/آب 2027، فضلا عن كسوف حلقي في الفاتح يونيو/ حزيران 2030، مع الإشارة إلى أنّ آخر كسوف حلقي في الجزائر يعود إلى الثالث أكتوبر/تشرين الأول 2005، وقبله حدث كسوف من الصنف ذاته في 30 مايو آيار 1984. |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire