vendredi 31 décembre 2010

"الكوتيون"... الطريقة الأرخص للاحتفال تدخل السوق السوداء

الكوتيون أكسسوارات تباع مع اقتراب عيد رأس السنة، يستعملها المحتفلون منتصف ليل العام
الجديد للتعبير عن تفاؤلهم بالمقبل من الأيام. وعلى الرغم من تواضع أسعارها، إلا أن التجار في لبنان يعوّلون عليها طوال أسبوع، وتكاد تنفد يوم 31 ديسمبر بعد إدراج أسهمها في بورصة السوق السوداء.


بيروت: هي مجرد زمامير وصفّارات وأوراق ملتفّة ملونة وطويلة وأقنعة كرتونية وبلاستيكية وقبّعات وبالونات وغيرها من الأكسسوارات اليدوية الاستعمال التي تصدر أصواتًا وإيقاعات متفاوتة. إنها أكياس "الكوتيون" التي يقبل على شرائها معظم الناس، كما الفنادق والمنتجعات والمطاعم لتضمينها فقرات وبرامج حفلات رأس السنة المنظّمة، التي يأبى أن يبزغ منتصف ليل عام جديد في لبنان من دونها.
لولا فسحة الكذب لبارت البضائعيراها جان "ضرورية" ولا غنى عنها. ويؤكد أن سهرة رأس السنة أينما جرى الاحتفال بها وإحياؤها "من دون كوتيون ما بتظبط ولا بتكمل". فهي بالنسبة إليه تعني الاحتفال بالتفاؤل الذي يكون على أوجه منتصف ليل 31 ديسمبر (كانون الأول)- 1 يناير (كانون الثاني). هذه السنة لن يشتريها لكونه قرر السهر في "pub" مع أصدقائه.
في حين لا يعني الكوتيون لفادي شيئًا. يراها (ومثيلاتها) اختراعًا تجاريًا بحتًا للمناسبات والأعياد الدينية (كرأس السنة). ولكنه يؤكد أن لكل "صرعة" زبونها، "لكوننا مجتمعات أدمنت تسليع (من سلعة) المناسبات وحتى البشر. لافتًا إلى أنه لولا كميات الكذب ومساحاته المزروعة في حياتنا لبارت بضائع وأفلس تجار.
زوروني كل سنة مرّةعلى الرّغم من أن ميرا ترى أن أسعار الكوتيون زهيدة، إلا أنها تؤكد أن عدد الأكياس التي ابتاعتها (25) كفيلة بارتفاع الفاتورة. وهي لا تستطيع إلغاء الكوتيون من قائمة سهرة "النيويير". بعد ساعات يتوجه أفراد العائلة إلى منزلها لإحياء سهرة العيد. عن الأكسسوارات التي بداخل كيس الكوتيون توضح أنه لا بأس بها. هي لا تركّز على الجودة، لأنها "one way ticket" أي إنها صالحة للاستعمال لمرة واحدة فقط، على الرّغم من ذلك هي تحرص على قصد المحال التي تجهز أكياس كوتيون "بدينة" وممتلئة بألعاب الفرح. في النهاية تشرح أن بهجة الكوتيون تكمن في كونها موسمية "ونشتاق إليها" كأي سلع أو منتوجات أو عادات أخرى تندرج تحت خانة "زوروني كل سنة مرة".
مصروف "بلا طعمة" لا بد منهجورج أتى لشراء أكياس الكوتيون تمهيدًا لسهرة الجمعة و"قبل ما تنفقد". يصفها باللذيذة، ولكن في الوقت عينه بالـ"مصرف البلا طعمة"، لكون معظم مقتنيات الكوتيون تُرمى في نهاية السهرة من دون أن تستعمل حتى. ولكنه استنتج أن وجودها في المنازل والملاهي في ليلة رأس السنة ضروري تمامًا كضرورة وجود الهدايا حول شجرة الميلاد ليلة الكريسماس. يؤكد أنه يلقي نظرة على المتاجر الموجودة في منطقته قبل شرائها لجلب الأفضل نوعية وتنوعًا. أما السعر فلا يهمّ بالنسبة إليه لأنها "رخيصة أصلاً" و"ما وقف خربان البيوت عليها".
الصالح منها ينتقل للعام المقبلأما أمل فستشتري هذا العام 4 أكياس كوتيون فقط، لأن لديها من العام الفائت مجموعة في حالة جيدة تصلح لثلاثة أكياس. وترى أن الكبار يقبلون عليها أكثر من الصغار.  وتعتقد أنها
تجارة ذكية جدًا ومربحة كذلك لأن الناس اعتادوا على شرائها كل عام، وأمست من أساسيات إحياء هذه الليلة الطويلة التي تمتد حتى ساعات الصباح الأولى.
أسبوع "الكوتيون" وزبائن آخر دقيقةتكاد أكياس الكوتيون تغطي واجهة أحد محال المتن الشمالي في اليوم السابق لنهاية العام. إنها البضاعة الأكثر رواجًا وموسمية هذا الأسبوع. تقول صاحبة المحل "مش عم نلحق اليوم تحديدًا صار الطلب عليهن دوبل بداية الأسبوع وأكثر". مؤكدة أنهم اضطروا هذا العام لجلب كميات كبيرة من الكوتيون وبأكثر من طلبية.
وعلى الرغم من ذلك، تخشى من أن تنفد اليوم الجمعة قبل السهرة بساعات قليلة، حيث يتذكر الناس أن العد التنازلي بدأ. لأجل ذلك تغلق محلها الليلة في ساعة متأخرة عن المعتاد من أجل تلبية طلبات زبائن ومحتفلين "آخر تكة".
بازارات وأسعار جنونية مفروضةتجار جدد "متجولون" يدخلون اليوم على خط بيع الكوتيون، تراهم بشدة بعد منتصف النهار، كما يوضح زياد (بائع) مؤكدًا أنهم يستغلون من فاته شرائها بأسعار يصفها بالجنونية.
يعتقد أنهم قاموا بشرائها منذ فترة طويلة واحتفظوا بها خصيصًا لبيعها في آخر يوم من السنة. حيث يزداد الطلب بشكل لافت على الكوتيون، ويكاد ينفد من معظم المكتبات ومحال بيع الألعاب والسوبر ماركت. في الوقت عينه، يجزم زياد أن بعض المتاجر تصاب بعدوى "السوق السوداء" جراء رواج غير طبيعي يشهده الكوتيون آخر يوم من العام، ليصبح ثمن الكيس بخمسة وستة آلاف ليرة، وقد يصل في بعض المتاجر إلى خمسة دولارات، علمًا أنه لا يتجاوز لدى طرحه أي بعد عيد الميلاد خصوصًا ألفي ليرة كحد أقصى، ويبدأ من الألف ليرة.
ساعات قليلة وينتهي العام 2010. ساعات وتنظفئ الأنوار في منتصف الليل لتضاء أخرى من جديد معلنة عن سنة جديدة وتاركة وراءها أطنانًا من قمامات "الكوتيون" التي يشتريها الناس على مدى أسبوع بغزارة، ولا يدوم استهلاكها أكثر من خمس دقائق... فهذا هو عمرها الافتراضي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire