lundi 6 décembre 2010

حرب بين غوغل وفايسبوك للاستحواذ على التكنولوجيات المتطوّرة

منذ إطلاق فايسبوك اشتعلت حرب باردة بينه وبين غوغل، وبات التنافس على أشده، عندما أخذ كل طرف في تقليد الآخر لكسب المزيد من المتصفحين. ويحتدم الجدل حول بيع معلومات مشتركيهما وهو ما يتعارض مع مبدأ الحفاظ على السرية.

لندن: يعرَّف من يُطلق عليه "غيك" geek بأنه ذلك الشاب الذكي الذي يعيش عالمه الداخلي ويفتقد للمهارات الإجتماعية والذي يشعر بأنه لا يمتلك صلة مع العالم المحيط به فيسافر إلى العالم الذي ابتكره أساتذته المفضلين.
كذلك فهو الشخص الذي يفكر بذلك المكان الخيالي الذي يأخذه حاسوبه إليه حيث يتمكن من السيطرة عليه بعيداً عن الغرفة التي يقيم فيها داخل بيت والديه.
لكن إطلاق هذه التسمية أصبح سائداً على أولئك الأشخاص الذين بلغوا قمة النجاح بأعمار مبكرة، وتحولوا بين عشية وضحاها من نماذج ينظر إليها باعتبارها تعاني من قدر من التوحد إلى عباقرة، فكلهم يفتقدون للمهارات الاجتماعية ويمتلكون قدراً من الخراقة في سلوكهم مثلما عكسه الفيلم الذي عرض أخيراً "الشبكة الاجتماعية" الذي يدور حول صعود مؤسس فايسبوك مارك زوكربرغ.
عادات غريبة.. وملايين
لكن الثروات الهائلة التي هبطت على هؤلاء الأشخاص لم تجعلهم يتخلون عن عاداتهم اليومية التي قد يراها البعض غريبة، فها هو سيرجي برين أحد المؤسسين اللذين شاركا في إطلاق غوغل يذهب إلى عمله على زلاجته، في حين يقوم شريكه لاري بيج باللعب بسيارته الكهربائية البالغ ثمنها 77 ألف جنيه.
بالمقابل يظل مارك زوكربرغ يحرك سيف المبارزة الرياضية في الهواء ومن دون هدف، كلما وجد نفسه مغموراً بمشاعر حماسية غير قابلة للجم.
هؤلاء هم أصحاب الملايين غير التقليديين الذين يقفون وراء أكبر شركتين في الفضاء الإلكتروني وهم بدأوا حرباً ضد بعضهم البعض. فموقعا غوغل وفايسبوك يدخلان معركة للإستحواذ على أكثر التكنولوجيات تطوراً والموجودة في حياتنا الرقمية اليوم.
وهذه الشخصيات "الغيكية" الثلاث ستحدد في صراعها الحالي الكيفية التي سنقوم بها في البحث عما نريده على الويب وكيف نقوم بالتسوق وكيف نتواصل مع بعضنا البعض خلال السنوات القادمة.
جبهتي غوغل وفايسبوك
تكتب صحيفة الـ "ميل أون صنداي" اللندنية عن مؤسسي غوغل، سيرجي برين ولاري بيج أنهما في سن السابعة والثلاثين يعتبران من المحاربين القدماء. وتبلغ ثروة كل منهما 15 مليار دولار، وهما يديران شركة يبلغ عدد العاملين فيها 23 ألف شخص وتقوم بمعالجة مليار طلب كل يوم.
ويتمتع الإثنان بخمور معتقة باهظة الثمن وطائرة بوينغ 767 خاصة بالحفلات وفيها أرجوحات شبكية وأسرة كبيرة وحمامات.ولعل الشخص الذي لن يسمح له بركوب هذه الطائرة هو مارك زوكربرغ صاحب الوجه الطفولي البالغ من العمر السادسة والعشرين وصاحب شركة فايسبوك.
ولمارك في هذه السن المبكرة رصيد يساوي 7 مليارات دولار، لكنه لن يهتم بذلك فمعه يقف مجتمع يصل عدد أفراده إلى 500 مليون يستخدمون موقعه. وكانت أولى بطاقات التعريف الخاصة به تحمل هذه الجملة: "أنا مدير عام أيتها الكلبة".
طور مبتكرو المشاريع الثلاثة هؤلاء صورة الشخصية المسترخية المعادية للتسلط العائدة إلى سنوات دراستهم الجامعية حين شكلوا شركاتهم. فبرين وبيج كان راتب كل منهما دولاراً رمزياً واحدا من غوغل، وما زال برين في إجازة رسمية من قسم دراسات الدكتوراه في جامعة ستانفورد.
وقال مصدر من وادي السليكون قريب من الثلاثة "إن مؤسسي غوغل ظنا أن مارك زوكربرغ شخص خاص وذكي منذ بداية مشروعه. وقد أظهرا له احتراما. لكن ليس هناك تواصل بين الطرفين لأن الشركتين أصبحتا تتنافسان في ما بينهما. إن ذلك يعود لقوة الأنا، فهم في نهاية الأمر بشر يريدون فعلا الفوز".
الحرب الباردة
يشعر بيج وبرين بالغضب من فايسبوك لأنه جعل من الصعب على مستخدميه نقل المعارف الرقمية إلى غوغل. وهما يخططان لتطوير شبكة اجتماعية أكثر انفتاحا خاصة بغوغل.في حين بدأ زوكربرغ بحثا لتطوير موقع ذي ميزات اجتماعية، وسيقوم قريباً بإطلاق خدمة بريد إلكترونية منافسة لبريد غوغل.
ولا تخلو الشركتان من الإثارة، ففي قرية بروتون الإنجليزية شكل السكان حاجزاً لمنع  سيارة غوغل من أخذ صور لبيوتهم. أما بالنسبة لزوكربرغ فقد واجه بعض المشاكل حين كان طالبا في جامعة هارفرد،  بسبب خرقه لقواعد الخصوصية منذ أن أسس موقعه الإلكتروني الأول "فايس ماش".
وفي عام 2003 قام بعملية قرصنة إلكترونية على كومبيوترات جامعة هارفرد وأخذ صور الطالبات ثم دعا زملائه لتقييم ملامحهن. وأغلق موقع "فايس ماش" وكاد زوكربرغ أن يفصل من الجامعة. وبعد ثلاثة أشهر فقط ولد موقع فايسبوك ومعه أصبح زوكربرغ أغنى مليونير شاب صنع نفسه بنفسه.
لكن حياتهم عادية
يقول أحد المقربين من صاحب فايسبوك عنه: "مارك خجول جداً وهو أخرق إجتماعيا. فحين تتكلم معه يبدأ بوضع يديه على فمه لتغطيته أو يبدأ بحك رأسه أو يهتز بإنفعال".
وعلى الرغم من الغنى الهائل فإن زوكربرغ ظل محافظا على نمط حياته كطالب من طلاب علم الكومبيوتر. فهو يستمع إلى المغنية ليدي غاغا وفرقة يو تو، ويحب أفلام "غلادياتور" و"ماتريكس"، ويقرأ روايات في الخيال العلمي. وقد استأجر بيتاً متواضعاً في بالو التو يبعد عن مكاتب فايسبوك حوالي ميلاً واحداً وييقود سيارة هوندا عمرها 5 سنوات.
وهو يستيقظ عادة الساعة العاشرة صباحاً، فيرتدي قميص تي شيرت وبنطلون جينز وحذاء رياضياً ثم يذهب مشياً إلى العمل في الوقت الذي تظل عيناه ملتصقتين بهاتفه الجوال "آي فون".
أما برين فهو غالبا يذهب إلى المؤتمرات مرتدياً قميص تي شيرت وبنطلون جينز مع ثقوب. لكن منذ زواجهما أصبح مؤسسا غوغل أكثر استخداما لثروتيهما. وقال ريتشارد براندت مؤلف كتاب "إنهم يسرفون"إنهما"ما زالا يعيشان حياة متواضعة لكن ليست متواضعة كما كانت من قبل".
أعمال خيرية
تبرع برين حتى الآن بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البحوث الهادفة لعلاج حالات الوهن المرضية. وتعتبر غوغل مؤسسة خيرية فقسمها "غوغل. أورغ" الخاص بالأعمال الخيرية قد تبرع بأكثر من 110 مليون دولار وأكثرها لمشاريع تهدف لتطوير الطاقة النظيفة وتوفير كومبيوترات للفقراء. أما زوكربرغ فقد تبرع في أيلول الماضي بمبلغ 100 مليون دولار لإطلاق مؤسسة خيرية تهدف إلى مساعدة المدارس في نيو جرسي.
يمكن القول إن التنافس ما بين غوغل وفايبسبوك ظل يغلي ويتصاعد منذ أعوام. فغوغل ظلت تجرب مع شبكة إجتماعية في نفس السنة التي إنطلق خلالها موقع فايسبوك عام 2004. وفي الوقت الذي تمكن موقع فايسبوك من السيطرة على العالم فشل موقع أوكيوت الذي  أنشأته غوغل فشلا ذريعا واختفى من دون أن يترك أي أثر له.
وفي عام 2007 حاول بيج وبرين شراء حصة لتطوير فايسبوك لكن زوكربرغ بدلاً من التعاون معهما قبِل مبلغا استثمارياً كبيراً من منافس غوغل اللدود: مايكروسوفت. والآن يشعر "بيج وبرين بالخوف من فايسبوك، وهذا يمكن مشاهدته في كل شيء تقوم به غوغل"، حسب قول أحد المقربين من غوغل في وادي السليكون.
ففي عام 2009 أطلقت غوغل "ويف" وهو نظام تراسل إجتماعي تسبب في زرع الحيرة في نفوس الكثير من الأشخاص الذين حاولوا استخدامه والآن تم إغلاقه. وفي هذه السنة جمعت "غوغل" ما في تويتر وفايسبوك من خصائص وأطلقت موقعها "باز" وهي خدمة تضيف خصائص اجتماعية لغوغل.
لكن الشركتين في نهاية المطاف "تحققان كسبهما المالي من خلال بيع المعلومات الخاصة بزبائنهما إلى طرف ثالث"، حسبما قال أحد العاملين في وادي السليكون. وهذا في النهاية  يتعارض مع مبدأ الحفاظ على السرية وإبقاء المعلومات الشخصية طي الكتمان.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire