dimanche 6 mars 2011

افتتاح معرض "اميركي أنا" الذي سيستمر أربع سنوات

تستضيف واشنطن منذ مطلع آذار ولغاية 1 ايار ـ مايو معرض "اميركي أنا" الذي يروي قصة نضال الافرو - أميركيين من اجل حقوقهم وتضحياتهم وصولا الى ما هم عليه الآن. وتلخص صورة سود مقيدين بالحديد وصورة الرئيس باراك اوبام مبتسما بداية هذا النضال والشوط الذي قطعه على امتداد ما يقرب من 500 عام.
جمع المعرض اكثر من 200 عمل استعارها من مقتنين افراد أو متاحف فنية الى جانب صور فوتوغرافية واشرطة سينمائية تمثل خمسة قرون من المعاناة والاصرار والابداع التي صنعت تاريخ الافرو - اميركيين والأثر البالغ الذي تركه الاميركوين السود في حياة الولايات المتحدة.
كما تستعيد المعروضات التي توزعت على 12 صالة في المتحف الجغرافي الوطني في العاصمة الاميركية، ما ذاقه الاميركي الأسود من عذاب على يد اميركيين بيض. فان اليافاطات التي كُتبت عليها "للبيض فقط" و"ممنوع دخول الكلاب والسود" كانت شائعة خلال عقدي الأربعينيات والخمسينات، لا سيما في الجنوب الاميركي، وهي معروفة نسبيا للاميركيين. ولكن المعرض يُطلع الزائر على ما لم يكن معروفا، مثل السوط ذي المقبض الفضي ليكون جزء من طقم زوجة صاحب المزرعة الأبيض ينسجم مع فرشاة شعرها ومشطها في غرفة النوم.
وقالت مديرة المتحف سوزان نورتن خلال جولة مع الصحفيين على صالات المعرض انها لم تسمع أو تر شيئا كهذا من قبل. وسرح بها الخيال لتتصور ما تقوله زوجة المزارع الأبيض حين تستيقظ في بداية اليوم: "يا ترى ما هي الأشياء التي استخدمها كل صباح، هل احتاج الى سوط؟ أم ان صائغ الفضة قرر انها تحتاج الى سوط ذي مقبض فضي يتناغم مع فرشاتها ومشطها".
ومن المعروضات ذات المغزى امر القاء القبض على رائدة حركة الحقوق المدنية روزا باركس وبصمات اصابعها في ملفات الشرطة وزنزانة يهدر منها صوت مارتن لوثر كنغ.
وفي صالة أخرى وثائق مستلة من التعداد السكاني الذي أُجري في نيويورك خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر محتسبا الأسود "ثلاثة اخماس" الشخصالأبيض.
وفي مواجهة رداء الملاكم محمد علي كلاي الأبيض ذي الحواشي السوداء يُعرض رداء ابيض ذو قلنسوة غريبة يرتديه اعضاء المنظمة العنصرية كو كلاكس كلان التي أُنشئت في ستينات القرن التاسع عشر وما زالت تنشط في الولايات المتحدة حتى اليوم.
يعيش زائر "اميركي أنا" خبرة فنية متعددة الوسائط توثق منجزات الاميركيين السود من خلال اللوحة والصورة الفوتوغرافية والنص والضوء والصوت والفيديو. ويحتفي المعرض بالأثر الذي لا ينكر للاميركيين السود في الثقافة الاميركية والعالمية.
والى جانب التمثيل الصوري الرائع لمسيرة الاميركيين السود على امتداد 500 عام يستطيع الزائر ان يستمع الى غنائهم في حقول العبودية ويشاهد أداءهم الفني الجميل على المسرح، يقدمه مشاهير سود مثل لويس ارمسترونغ وجيمس براون وآخرون.
ومن مساهمات الفنانين والكتاب والرياضيين السود الى قاعة العبودية حيث يقف المعلم المتقاعد ولبرت كارول بجانب آلة لحلج القطن مشاركا الزائر
رداء محمد علي كلاي
ذكرياته يوم كان صبيا يقطف القطن مقابل 3 دولارات عن كل 100 رطل. ويقول دون أثر لحقد في صوته "ان 100 رطل كمية كبيرة" على صبي واحيانا كان يكدح طول اليوم ليعود الى البيت وفي جيبه 2.5 دولار فقط. ولكن كان عليه ان يستمر في الكدح "كي اجمع ثمن الزي الموحد في المدرسة".
توظف كل صالة التكنولوجيا في ايصال رسالة المعرض بطريقة أشد تأثيرا. ففي القسم الذي يصور تجارة الرقيق مثلا يلاحظ الزائر ظل القيود على ارض الصالة مع خلفية صوتية لصراخ الضحايا وضربات السوط ورنين الأصفاد وانغام الأناشيد الأفريقية. وتصاحب هذا كله تقنيات فنية حديثة في استخدام الانارة.
كان صاحب فكرة المعرض الكاتب الافرو- اميركي تافيس سمايلي الذي يقدم برنامجا تلفزيونيا ناجحا.
بدأ المعرض بولاية كاليفورنيا في اطار جولة على الولايات المتحدة تستمر اربع سنوات. وبعد واشنطن سينتقل الى مدينة سانت لويس بولاية ميسوري.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire