lundi 28 février 2011

شيلي يحموفيتش... صحافية تستعد لرئاسة حزب العمل الاسرائيلي

تل أبيب: لم يكن انسحاب وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من رئاسة حزب العمل، وتأسيسه لحزب الاستقلال الذي تولى زعامته، سوى بداية منافسة جديدة حول خلافة باراك في رئاسة العمل، ورغم كثرة الاسماء المطروحة لتولي هذا المنصب، الا ان عضوة الكنيست عن حزب العمل الصحافية "شيلي يحموفيتش" فاجأت الجميع لتعلن اعتزامها خوض المنافسة على خلافة باراك، حاملة معها اجندة سياسية رأت انها ستعيد لحزب العمل "الوسط" ما وصفته بالأمجاد السابقة، ولم تترك يحموفيتش فرصة الا وروجت لنفسها امام كاميرات وسائل الاعلام المختلفة.
اتخذت يحموفيتش من موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت منبراً، اكدت فيه انها الشخصية الانسب لتولي رئاسة حزب العمل، الذي ترى فيه الحزب الأمثل لقيادة الدولة العبرية في الفترة المقبلة، وقالت المرشحة المرتقبة في حديث مع صحيفة هاآرتس: "انني اتفهم جيداً حجم المسئولية الملقاة على كتفي، ولكن ذلك لا يخيفني، فرئاسة حزب العمل هى التحدي الاكبر، لانقاذ الحزب من ازمة القيادة والشعبية التي هيمنت عليه منذ فترة ليست بالقصيرة"ز واعربت يحموفيتش عن قدرتها على اعادة الأمل لأعضاء الحزب الطامحين الى التغيير، ووضع سياسات افضل من سابقتها.
روح الجماعة والوحدة 
وتوجهت رئيسة حزب العمل الاسرائيلي المرتقبة الى مؤيديها، وطلبت منهم الحفاظ على روح الجماعة والوحدة وقالت في بيان وزعته في مركز حزب العمل:"خلال الخمس سنوات التي قضيتها عضوا في الكنيست، تنازلت عن اغراءات سياسية عديدة، وحرصت على تنفيذ وجهات نظر عالمي الخاص في التشريع الاقتصادي والاجتماعي المتشعب، وستكون وجهات النظر تلك هى البرنامج، الذي أعيد به بناء قيم حزب العمل، وسيتصدر جدول اعمال هذا البرنامج، القضايا الجماهيرية، والصهيونية، وسيكون جدول اعمال اجتماعي ديمقراطي، سيما ان اعادة هذه القيم ستمنح الأمل للجماهير، وتجلب للحزب عدداً كبيراً جداً من كافة الاطياف السياسية في اسرائيل".
وتشير آخر استطلاعات الرأي التي اجريت داخل حزب العمل الى ان الحزب بقيادة يحموفيتش سيتمكن من الحصول على ما لا يقل عن عشرة مقاعد في الكنيست، وتجاهل الاستطلاع الحديث عن "شلومو بوحبوط" رئيس الحكم المحلي، والرئيس المؤقت لحزب العمل بعد انسحاب ايهود باراك من منصبه.    
ولدت شيلي راحل يحموفيتش في الثامن والعشرين من آذار/ مارس عام 1960، وهى عضو بالبرلمان الاسرائيلي "الكنيست"، كما انها اديبة وسياسية، وقبل دخولها مجال العمل السياسي، عملت صحافية لفترة طويلة، الى جانب انشغالها في العمل الإذاعي والتليفزيوني.
يحموفيتش ابنة "حنا، وموشيه" وهما احد الناجين من الكارثة النازية في بولندا "الهلوكوست"، وفي قرية سفا الزراعية باسرائيل انجبا ابنتهما شيلي، التي عاشت طفولتها في منطقة "رامت هاشارون"، وكان والدها يعمل عامل بناء.
خدمت شيلي في الجيش الاسرائيلي، وتحديداً في سلاح الجو بقاعدة "حاتسريم"، ثم ضابطة في قاعدة "عتسيون"، ثم حصلت على شهادة الليسنانس في العلوم الاجتماعية من جامعة بن غوريون، وفي الفترة التي كانت فيها طلبة ركزت نشاطها المهني في شعبة جمعية حقوق المواطن بمنطقة بئر السبع.
الخصخصة السريعة
كصحافية شقت شيلي يحموفيتش طريقها عندما عملت خلال دراستها مراسلة لصحيفة "عل هامشمر"، ثم مراسلة لشبكة "ب" بالاذاعة الاسرائيلية العامة "كول يسرائيل"، ومن هناك واصلت عملها في مراسلة الاذاعة في مجالات الاقتصاد والمجتمع والسياسة والعمل، وقدمت برنامج "بريق المال" الاقتصادي في الاذاعة، وفي تشرين الاول/اكتوبر عام 2000، انتقلت للعمل في القناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلي.
لم تستنكف يحموفيتش الاعتراض على سياسة الخصخصة الاقتصادية السريعة، التي دعت اليها وزارة المالية الاسرائيلية، كما كشفت عن العلاقة المريبة بين عالم المال والسلطة داخل بلادها، ولم تتردد في مهاجمة رجال الثروة البارزين، الذين كان لهم دور غير مباشر في تفعيل القرار السياسي وربما العسكري في الدولة العبرية.
إلى جانب ذلك لم تتخل يحموفيتش عن مناقشة الموضوعات والقضايا المحببة اليها، إذ طرحت القضايا الاقتصادية من زاوية اجتماعية وديمقراطية.
تقيم شيلي يحموفيتش في مدينة تل ابيب، ويأخذ عليها معارضوها تشددها في مواقفها وعدم الانحناء للعاصفة وقت الخطر، ورأوا ان ذلك ربما كان سبباً في انفصالها عن زوجها، بعد انجابها منه ولداً وبنتاً، ويرى المقربون منها ان هذه الانتقادات خدمتها في العمل السياسي، إذ باتت شخصيتها قوية وحالت دون قدرة منافسيها على مجابهتها، ولعل هذه المعطيات هى ما تحتاجه الشخصية التي تتولى رئاسة حزب العمل في الفترة المقبلة، التي اصبح فيها الحزب ضعيفاً وعاجزاً على مواجهة قوة احزاب اخرى خاصة الليكود وكاديما واسرائيل بيتنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire