لا يخفى على أحد أن اختراق المد الشيعي في الفترة الأخيرة للعديد من دول العالم الإسلامي وغير الإسلامي لم يكن وليد الفترة الأخيرة كما نقرأ في بعض القصاصات الإخبارية هنا وهناك، ولا بسبب توتر العلاقة بين إيران راعية التشيع في العالم مع بعض الدول الإسلامية المحسوبة على أهل السنة لأسباب يتحكم فيها العامل السياسي الخارجي أكثر ما هو عقدي كما ذكر "ويكيليكس" وقبله بعض المفكرين الاستراتيجيين في العالم العربي والإسلامي المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والنزاهة والتجرد، بل إن التشيع يتخذ له خطة عمل مدروسة بعناية فائقة اتخذت لها أساليب ومناهج ورصدت لها أموال طائلة تصرف في عملية استقطاب الناس إلى التشيع واستيعابهم له في عملية مدروسة وعبر مخطط طويل الأمد لا يستعجل التغيير ولا يرتهن إلى الخطاب السياسي المحنط... إنها العقيدة في بعدها الشيعي الإمامي الاثنا عشري التي تتقن التكيف مع الجغرافيا ومعطياتها والتاريخ ومنعرجاته كما يحكي لنا التاريخ الثقافي عن التشيع. التقرير التالي سيسلط الضوء على الاختراق الشيعي لأمريكا الجنوبية وعلى وجه التحديد في بلاد الصامبا، أي البرازيل، كما يرصد عدة تحركات للمد الشيعي داخل البرازيل، ويركز فقط على الفرقة الشيعية الاثناعشرية سواء المدعومة من إيران بشكل مباشر وتمثل الغالبية العظمى، أو من بعض المؤسسات و المرجعيات الشيعية الكبيرة فى العراق.
وفي هذا التقرير نركز على ما تم رصده من هذه التحركات التي تستهدف تشييع المجتمع البرازيلي الذي يعرف تحولات على المستوى المذهبي داخل المسيحية من الكاتوليك إلى البروتستانت كما لاحظ الباحث الفرنسي أوليفيي روا. هذا التحول يريده الشيعة في البرازيل أن يستمر في اتجاه الإسلام في طبعته السيعية الأمامية كما سنلاحظ من خلال الرصد لعملهم الدؤوب ثقافيا وفكريا وفي مجال التجارة أيضا.
وفي البداية نحب أن نؤكد أن هذا التقرير يسعى إلى التعريف بالوسائل والآليات التي يتوسل بها الشيعة في اختراق البلدان والأمصار وكيف يضحون بالمال وما يطلبه هذا المد من وسائل لوجستيكية للتغلغل، ليس في العالم العربي والإسلامي وحسب وإنما في بلدان غير إسلامية وبعيدة كل البعد عن الثقافة والحضارة الإسلاميتين، كما إن عملية الاختراق لم تقتصر فقط إنشاء وسائل ومؤسسات للتغلغل في المجتمع البرازيلي، بل نجد من خلال هذا الملف أن الاختراق يطال حتى بعض المؤسسات المحسوبة على أهل السنة، إذ نجح التشيع في الاستيلاء على مساجد ومؤسسات ومدارس كانت إلى يوم قريب مقربة من آهل السنة، وهي رسالة قوية إلى سفارات الدول الإسلامية المحسوبة على أهل السنة في البرازيل وملحقاتها الثقافية وقنصلياتها التي تفرط في هذا المجال الذي بات يكتسب أهمية كبرى في عالم السياسة والعلاقات الدولية وحوار الحضارات والمثاقفة.
يرجع تاريخ تواجد الشيعة في البرازيل بداية القرن العشرين وتمثل في الذين هربوا من التجنيد في جيش الدولة العثمانية ، وتزايد هذا التواجد مع اندلاع الحرب اللبنانية الطائفية عام 1974 ، وتزايد بعد عام 1985م ، يتواجد الشيعة بصفة أساسية في ولايتين الأولى ولاية " بارانا " ، والثانية ولاية " ساو باولو ” ، حسب المصادر الشيعية .
ولاية بارانا مدينة فوز دو إيجواسو
يتمركز الشيعة في مدينة " فوز دو إيجواسو " البرازيلية والتي تقع على حدود كل من الأرجنتين والبارجواي، ويبلغ تعدادهم 7000 سبعة آلاف، وعندهم مؤسسات تعد الأقوى على مستوى البرازيل، فيوجد مسجد الإمام الخميني التابع للجمعية الإسلامية بفوز دو إيجواسو، والمدرسة العربية البرازيلية والتي يدرس فيها 800 طالبا حوالي 300 منهم من أبناء السنة، ولديهم كذلك حسينية الإمام الخميني، وفي الجهة المقابلة من دولة الباراجواي حيث مدينة " سداد دل إيستي " يوجد مسجد للشيعة " تابع لحزب الله "، ومدرسة لتعليم اللغة العربية يدرس فيها حوالي 500 طالبا وحسينية، تابعة لأمل " المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" .
مدينة كوريتيبا بولاية بارانا
يتواجد فيها قرابة 1000 ألف شيعي ويسيطرون على الجمعية الخيرية الإسلامية ببارانا، وعلى المسجد الموجود هناك " مسجد علي بن أبي طالب "، والمدينة يوجد بها الكثير من العائلات السنية ولكن لاحول لهم ولاقوة ، وكذلك يصدر الشيعة من هناك موقعا على شبكة الانترنت، ومجلة تباع في الأسواق باللغة البرتغالية، ولاية بارانا (بونتا جروسا ، جوارابوافا) يسيطر الشيعة الآن سيطرة تامة على مسجدين بهما وقد كانت تلك المساجد تابعة للسنة فى يوم من الأيام.
بونتا جروسا ولاية بارانا
يسيطر الشيعة الآن على المسجد الموجود في هذه المنطقة ، الذي كان قد تم إنشاؤه عن طريق أهل السنة والجماعة و عنوان المسجد كما يلي :
Mesquita de Ponta Grossa
Sociedade Beneficente Muçulmana de Ponta Grossa
Rua do Rosário,138 – Centro, CEP:84010-150 - Ponta Grossa – PR
ثانياً ولاية ساو باولو
يتواجد الشيعة في منطقة تسمى براس ويوجد لهم مسجد كبير " مسجد محمد رسول الله " تديره الجمعية الخيرية الإسلامية في البرازيل وإمامه الشيخ " علي أبو رية " مبعوث من لبنان والمركز الإسلامي والذي يديره الشيخ " طالب الخزرجي " ويتولى كذلك إصدار شهادات الذبح الحلال للحوم المصدرة للتجمعات الشيعية في العالم، ويتواجد حوالي 1000 ألف شيعي في مدينة ساو باولو، ويوجد موقعين على شبكة الانترنت تنشر ثقافة المؤسستين .
نشاط الشيعة في شمال شرق البرازيل
حاول الشيعة السيطرة على بعض مراكز السنة في الشمال، أو إنشاء غيرها، وهم عادة يتغلغلون داخل المؤسسات السنية، ثم يسيطرون على مجلس الإدارة، أو يثيروا الخلافات، ثم يسيطرون بعد ذلك على المؤسسة أو المسجد، وتوجد حوالي 15 مؤسسة سنية مهددة بسيطرة الشيعة عليها .
هذا التمدد لا يقتصر فقط على الاستيلاء على المساجد وإنما توجد آلة إعلامية هائلة، مدعومة وممولة ولها إمكانات ضخمة تتمثل في عمل المجلات باللغة البرتغالية، والكتب المترجمة ، ومواقع الانترنت .
التحرك الشيعى فى الفترة الاخيرة :
يلاحظ توجه الشيعة القوي لولايات الشمال والجنوب مع حرصهم على تثبيت أقدامهم في ولاية ساو باولو. ويوجد الآن في حدود 15 طالبا برازيليا ذهبوا إلى إيران لتلقى العلوم الشريعة في مدينة قم، وهذا عدد كبير جداً لأن كل هؤلاء الطلبة سيعودون مرة أخرى إلى البرازيل دعاة و أئمة وإيران تتكفل بهم تكفلا كاملا و توفر لهم دعما كبيرا لا يتوفر نصفه لمن يعمل داعية أو إماما من السنة، والمفارقة أن عدد الطلبة البرازيليين الذين يدرسون في البلدان المحسوبة على أهل السنة لا يتعدى نصف هذا العدد .
كما توجد خطة للسيطرة على أكثر من 15 مسجدا كمرحلة أولى في الوقت الراهن، وهذا يؤكد مدى الدعم الذي يعطى لأشخاص مفرغين تماما لهذه المهمة حتى يتم إنجازها بأقرب وقت ممكن .
وعلى المستوى الثقافي يطبع الشيعة مجلة شهرية باللغة البرتغالية بمستوى تقني عالي الجودة ويبيعون أعدادا منها في أماكن بيع المجلات، والباقي يوزعونه مجانا على المؤسسات والأشخاص المهمين، وفي مقابل هذا لا توجد مجلة علمية شرعية للمسلمين السنة مؤهلة بنفس المستوى.
الظاهر فى الصورة على اليسار يدعى ميثم سعدون الزيدى وهو أحد الناشطين في العمل الدعوى و التجارى فى البرازيل ويعد سابع سبعة فى مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة بكربلاء.
صورة لمجلس إدارة العتبة العباسية و فى الإجتماع ميثم سعدون الزيدي
وللشيعة في البرازيل نشاط قوى جدا في حركة الترجمة والطباعة، فلقد قاموا في الفترة الأخيرة بترجمة كتاب نهج البلاغة كاملا المنسوب للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما أن لديهم الآن أكثر من 60 كتاباً مترجماً ومؤلفاً باللغة البرتغالية .
كما أن للشيعة في بلاد الصامبا حضور قوي ولافت بفي معارض الكتاب، حيث سجلوا حضورهم بقوة خلال معرض الكتاب الدولي الأخير بساوباولو غشت 2010 وكان لديهم جناح كبير يحوي أمهات الكتب الشيعية المترجمة للغة البرتغالية، وكم كبير من الكتب المؤلفة باللغة البرتغالية، التي يتواصل بها البرازيليون، غير أن أهل السنة والجماعة ممثلين في اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل وبشراكة مع جمعية تبليغ رسالة الإسلام في هذا المعرض كان لهم هم أيضا صدى، حيث ركزت وسائل الإعلام و الصحافة بالبرازيل على الجناح الخاص باتحاد المؤسسات الإسلامية.
شاهد فيديو لجناح الشيعة بمعرض ساو باولو الدولى للكتاب
الفيديو الاول
الفيديو الثانى
كتاب نهج البلاغة باللغة البرتغالية بجناح الشيعة بمعرض ساو باولو الدولي للكتاب
بعض كتب الشيعة المترجمة و المصنفة باللغة البرتغالية ويظهر على الغلاف صورة الخميني
بعض الإصدارات من المجلات التي يصدرها الشيعة في البرازيل
صور متنوعة لبعض إصدارات المركز الإسلامي الشيعي في البرازيل.
جريدة السراج الخاصة بالشيعة في البرازيل وبجوارها العديد من المطويات الدعوية
صورة لجناح المعرض الدولي من الخارج الذي يضم الكتاب الشيعي
دعاة الشيعة عازمون في تركيز جهودهم الثقافية في نشر الكتاب ولا سيما في المعارض الدولية ، إذ انهم يشاركون بقوة في معرض "ريو دي جينيرو" للكتاب القادم. ويشاركون بالكتب التي تصدر عن المركز الإسلامي الشيعي بالبرازيل الذي يرأسه طالب حسين الخزرجى ويعد هذا المركز أهم مركز ومرجعية للشيعة في البرازيل ، وله موقع على شبكة الانترنيت، كما يصدر أيضا مطبوعات ومطويات متنوعة تعنى بالتبشير بالمذهب الشيعي الاثناعشري في بلاد البرازيل.
ولقد قام الكثير من الشخصيات الشيعية الهامة القادمة من إيران بزيارة جناح اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل ، وكانوا يدخلون إلى الجناح ويتفقدونه تفقد الباحث عن شيء و المتطلع لدور الاتحاد الدعوي للقيام بدور فعال ضمن المخطط الاستراتيجي لتشييع المجتمع هناك.
يظهر فى الصورة - بداخل الجناح و أثناء الإطلاع على بعض المطويات - محمد سالر ممثل الشؤون والعلاقات الدولية للمجمع العالمي لأهل البيت بطهران – إيران.
صور من داخل جناح الشيعة بالمعرض ويظهر بها صورة الخميني وعلم إيران، ويظهر أيضا في الصورة بالزى الشيعي طالب حسين الخزرجى - ممثل ومرجعية الشيعة في البرازيل.
كما زار جناح إتحاد المؤسسات الإسلامية خلال المعرض شخصيتان هامتان من جامعة المصطفى العالمية الشيعية فى قم بقصد ترتيب أمر الجامعة الإسلامية الشيعية في البرازيل، كما زار الجناح أيضا مدير مركز الحوار بين الأديان بطهران ومدير مركز الحوار بين الأديان بالعاصمة الإيرانية طهران.
وكل هذه الزيارات هي زيارات تفقديه ، لمعرفة ما يقوم به السنة من تحرك دعوى ملحوظ في الفترة الأخيرة، في عملية تنافس وتدافع غير متكافئة كما يقول مصدر من أهل السنة، والسبب يعود إلى أن التحركات الشيعية مسنودة من الدولة، أي إيران، ومن مؤسسات تابعة لمرجعيات شيعية عالمية تغدق أموالا طائلة لنشر التشيع في بلاد لا يعرف عنها أهل السنة سوى بيلي ورونالدو وكافو وماريكانا والقهوة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire