المصلى المرواني مفردة من مفردات المسجد الأقصى المبارك الأسير منذ 1967م ، كُبِّلت جدرانه بالأسلاك الشائكة ، والمنع والتفتيش والسيطرة ، تحيطه أعين الطامعين ، تُنذره بقرب الاستيلاء فيدمع ؛ لكنه سرعان ما يرفع ساعديه ، معلنًا عن قوته وصموده ، مثله مثل كافة مفردات الواقع الفلسطيني ، الأبي العصي المجاهد ، الجبار في ثباته وإيمانه بحقه الممكن المتاح المشروع.
أُطلِق على هذا المصلى سالفًا المسجد "التسوية الشرقية" ، إذ بناه الأمويون أصلا كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق قسمها الجنوبي الأقرب إلى القبلة على أرضية مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى القسم الشمالي.
يقطُن المصلى المرواني تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك الجنوبية الشرقية ، ويؤازر حائطاه الجنوبي والشرقي حائطي المسجد الأقصى ، أي حائطي سور البلدة القديمة من زهرة الزهرات القدس الشريفة. كما يعد المصلى أكبر مساحة مسقوفة داخل ربوع المسجد الأقصى .
يحتضن المصلى 16 رواقًا حجريًا قائمًا على دعامات حجرية قوية ، ويمتد على مساحة تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف أي حوالي 4000 مترًا مربعًا، خُصص زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية ، ومن هنا اكتسبت اسم المصلى المرواني.
يقود إلى المصلى سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي تم اكتشافها مؤخرًا.
وعن السقف الحالي للمصلى فإنه يعود إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، أما الأعمدة والأقواس الموجودة في المصلى فإنها تعود الى عهد عبد الملك بن مروان.
ويحاول التاريخ أن يتذكّر ، هل بُنى المصلى قبل الجامع القِبْلي أم بعده ، لكنه يعود فيساند الاحتمال الأول ، فيهمهم التاريخ ويقول أن المصلى ربما يكون قد أُقيم للصلاة إلى أن يتم بناء الجامع القِبْلي .
حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم ومخزنٍ للذخيرة إبان فترة الاحتلال الصليبي للقدس، وأسموه "اسطبلات سليمان"، اعتقادًا منهم أن الموقع يعود لفترة النبي سليمان عليه السلام - ومن هنا يعتقد كثير من الناس أن هذا المكان من بناء سيدنا سليمان عليه السلام - وغدو في حفر حلقات في أعمدة المصلى - تبقى شاهدة حتى اليوم - لربط خيولهم ، وأعاد صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) تطهيره وإغلاقه بعد تحرير بيت المقدس من دنسهم.
وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة، نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة.
أعادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس إعماره وفتحه للصلاة، في نوفمبر 1996م -1417هـ ، وذلك لحمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود من الصلاة فيه ، فقد أقاموا درجًا يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى.
إن إعادة تأهيل المصلى المرواني يُعد أضخم مشروع عمراني في المسجد الأقصى المبارك منذ مئات السنين.
فتح المسلمين بوابتين عملاقتين من بوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة في مايو 2000م، وبنوا درَج كبير داخل الأقصى يقود إلى هذه البوابات، في نطاق زمني صغيرة للغاية ، ما دفع تطلعات سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى البحث عن مخرج من هذا الواقع ، إلى أن اقتحم أرئيل شارون في 28-9– 2000م ، زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك، المسجد الأقصى المبارك، وحاول الوصول إلى المصلّى المرواني ، ما أدى أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة في اليوم التالي.
فتح المسلمين بوابتين عملاقتين من بوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة في مايو 2000م، وبنوا درَج كبير داخل الأقصى يقود إلى هذه البوابات، في نطاق زمني صغيرة للغاية ، ما دفع تطلعات سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى البحث عن مخرج من هذا الواقع ، إلى أن اقتحم أرئيل شارون في 28-9– 2000م ، زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك، المسجد الأقصى المبارك، وحاول الوصول إلى المصلّى المرواني ، ما أدى أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة في اليوم التالي.
ولقد اتخذ المحتلون من التصدعات الخطيرة تراكم الترسبات الأوساخ والأتربة بسبب تسرب الرطوبة ، لاسيما في رواقه الأخير الملاصق للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وكذلك سقفه،- والتي تهدد أعمدة المصلى وجدرانه بالانهيار – كذريعة للإنذار باقتراب انهيار ذلك الصرح.
ونجد عقول المناضلين تناهض ذلك الادعاء بكل جهد ، حين أعلن رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات إن وراء نشر هذا الخبر هدفين، الأول هو أن إسرائيل تريد الاستمرار في الحفريات التي ستؤدي إلى انهيار المصلى المرواني والمصلى القبلي مثلها مثل معظم المباني الموجودة قرب المسجد الأقصى ، والثاني يتمثل في تخويف المسلمين من التواجد في المصلى المرواني لسهولة الاستيلاء عليه.
هكذا يقف المصلى المرواني مناضلاً ، عنيدًا ، قويًا ، أمام محاولات الاستيلاء عليه ، يقف في صفوف المجاهدين من أبناء ومفردات الشعب الفلسطيني ، صاحب الحق والقضية العادلة . |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire