براغ: أعلن رئيس الحكومة التشيكية بيتر نيتشاس بان حكومته لن تعمد خلال الأربعة أعوام القادمة إلى تحديد أي موعد لبدء العمل باليورو مؤكدا أن التفكير سيكون له معنى بهذه المسالة فقط عندما تصبح نفقات الاحتفاظ بالعملة التشيكية أعلى من النفقات المرتبطة بقبول اليورو.
وأكد أن وضع منطقة اليورو يختلف الآن عن عام 2003 حين وقعت بلاده على المعاهدة الخاصة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتعهدت بالعمل باليورو حين تستوفي الشروط الخمسة المطلوبة لذلك.واعتبر أن الانتقال إلى اليورو الآن أو تحديد موعد لبدء العمل فيه سيكون غباء سياسيا واقتصاديا مؤكدا انه كان من بين الوزراء في الحكومات السابقة الذين حاولوا عرقلة تحديد أي موعد دقيق للعمل باليورو وان التطورات الحالية تؤكد أن هذا الموقف كان صحيحا ولذلك فان حكومته لن تحدد أي موعد للانضمام ولا حتى في عام 2014.
ورأى أن استمرار العمل بالكورون التشيكي وهو العملة المحلية يناسب البلاد بشكل أفضل وان مختلف تقارير وتقييمات البنك الوطني التشيكي وتحليلات الحكومة تشير إلى ذلك.
وكان الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس قد أكد قبل أسابيع قليلة خلال استقباله الرئيس الألماني كريستيان وولف في براغ بان موضوع العمل باليورو ليس آنيا في بلاده الآن لأنه لا الحكومة ولا البنك الوطني يوصيان بالعمل باليورو بالنظر للأوضاع السائدة في منطقة اليورو ولاسيما على ضوء ما يجري الآن في ايرلندا.
ورأى أن اليورو لن يسقط في المستقبل لان السياسيين الأوروبيين على استعداد حسب قوله لتحمل أي ثمن مقابل الإبقاء عليه.ونبه إلى أن ثمن الاحتفاظ باليورو سيكون باهظا متوقعا أن يتم بسببه تشكيل اتحاد سياسي ومالي الأمر الذي سيؤدي إلى فقدان المبادئ الديموقراطية والى حدوث انكماش اقتصادي أوروبي لفترة طويلة حسب قوله.
واعتبر كلاوس التصور السائد لدى البعض بانهيار منطقة اليورو بأنه وهم مشيرا إلى أن المشاركين في اجتماعات قادة الاتحاد الأوربي لا يناقشون حاليا شيئا سوى مسالة النشوء التدريجي لسياسة موحدة في مجال الميزانياتواعتبر كلاوس أن مشروع اليورو هو منذ البداية مشروع سياسي محفوف بالمخاطر ومن ثم هو مشروع اقتصادي وانه لم يتم عند العمل به الأخذ بالنظريات الاقتصادية والحجج البسيطة.
وعلى خلاف التوجهات القائمة لدى رئيس الحكومة والرئيس التشيكي فان الشركات التشيكية العاملة في قطاع التصدير تلح على ضرورة إعداد الخطة اللازمة للانتقال إلى اليورو وحسب المدير العام لاتحاد النقل والصناعة التشيكي زديينك ليشكا فان تشيكيا هي بلد يعتمد على الصادرات ولهذا فمن الضروري على الحكومة أن تحدد الاستراتيجية المستقبلية الخاصة باليورو مشيرا إلى أن الاتحاد يطالب بذلك منذ فترة طويلة دون أن يلقى الاستجابة من أي حكومة تشيكية.
وأضاف من الضروري القول بأي طريقة سيتم العمل ولكن رجال الأعمال التشيك لا يريدون بالمقابل أن تساهم تشيكيا ماليا في دفع ثمن الأخطاء التي ارتكبتها الدول الأخرى في منطقة اليورو التي تعاني الآن من إشكالات مالية.ورأى أن الكثير من رجال الأعمال التشيك الآن يعانون من قوة الكورون العالية التي تعتبر غير مناسبة في الدول التي تعمل باليورو.
من جهته رأى المنسق لشؤون العمل باليورو اولدرجيخ دييديك انه من الضروري امتلاك برنامج محدد ولو بالحدود الدنيا له للعمل باليورو ومتابعة التجارب الخارجية مؤكدا أن نوعية أو نواقص اليورو لا يمكن تقييمها وفق المشاكل التي تظهر من فترة إلى أخرى وإنما فيما إذا كان هذا المشروع قادرا على حل هذه الإشكالات والتعلم من الأخطاء.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire