هل تتسبب الهواتف الخليوية في الإصابة بالسرطان؟ الجواب: لا أحد يعلم. لكن دراسة جديدة فتحت الطريق للحصول على جواب قطعي فهي أول خطوة تكشف عن تأثير وضع الهاتف الخليوي بالقرب من أذنك إذ أن له تأثير كبير على الدماغ بل حتى في جلسات الاتصال الهاتفي التي تقل عن ساعة واحدة.
وجاءت هذه الدراسة عبر بحث نشرته الدكتورة نورا فولكوف مديرة المعهد الوطني لسوء استخدام العقاقير الثلاثاء الماضي في "مجلة الجمعية الطبية الأميركية، فنقلا عن مجلة "هيلث ماد" الطبية قالت فولكوف إنها وجدت مع زملائها أن المناطق الدماغية القريبة من هوائي الهاتف الجوال قد أظهرت معدلات أعلى من الطاقة والتي تعني استهلاكا أكبر للغلوكوز.
لكن استهلاكا أكبر للغلوكوز يحدث دائما حين يتم تشغيل منطقة محددة في الدماغ بسبب نشاط ذهني معين. وهذا ما جعل الدكتورة فولكوف تتجنب القول في ما إذا كانت المجالات المغناطيسية الخاصة بالهواتف الجوالة قادرة على تدمير الدماغ لكن كشوفاتها هي الاولى نحو إقامة بعض الحقائق العلمية الأساسية المتعلقة بقضية لها عواقب خطيرة على مستوى عالمي واسع.
وتعتبر أجهزة مثل جهاز "التصوير بواسطة التذبذب المغناطيسي" (أم آر آي) أساسية في الطب الوقائي من خلال قدرتها على تقصي الأورام وأي حالات طبيعية في مرحلة مبكرة تسمح بمنع وقوع أمراض قاتلة لاحقا مثل السرطان. لكن فولكوف لا تعرف كم يغير جهاز "آر أم آي" نفسه الجسم بغض النظر عن ضآلة هذا التأثير. فعن طريق دراسة تأثير الهواتف الجوالة بواسطة هذا الجهاز وجدت أن المناطق الدماغية القريبة من هوائي الهاتف أظهرت درجة أعلى في استهلاكها للغلوكوز وهذا ما جعلها مقتنعة بأن المجالات المغناطيسية التي تخلقها الهواتف الجوالة قوية بما فيه الكفاية كي تتسبب في وقوع تغييرات على أيض الغلوكوز.
وأجريت التجارب على عدد من المتطوعين حيث كل منهم هاتفا جوالا في كلتا يديه ووضعهما على كلتا أذنيه في الوقت الذي أجري خلالها مسح للدماغ مرتين. في المرة الأولى حين كان كلا الهاتفين مطفأين، وبعد 50 دقيقة حين شغِّل الهاتف الأيمن لكن بعد إغلاق صوته لخمسين دقيقة. وحين فتح الهاتف الأيمن بدأ يردد رسالة مسجلة لم يكن المتطوع قادرا على سماعها. وتساءلت الدكتورة فولكوف إن كان هذا التغير المؤقت يختفي بعد كل مخابرة أو أنه يصبح مزمنا بعد تعرضه لسلسلة طويلة من المهاتفات بحيث تكون على الدماغ تأثيرات دائمة؟
مع ذلك علقت فولكوف في بحثها قائلة: "حين يكون لديك بيانات من هذا النوع فإنك لا تستطيع تجاهلها، فنحن بحاجة إلى بيانات موضوعية . فهناك بيانات تظهر أن الدماغ البشري حساس للموجات الكهرومغناطيسية سواء كنا نحبها أو لا نحبها. والآن علينا أن نفهم في ما إذا كان ذلك جيدا أو سيئا".
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire