dimanche 19 décembre 2010

العلماء ينقبّون عن تاريخ الطبيعة تحت البحر الميت

يعمل فريق عالمي على التنقيب تحت قاع البحر الميت في منطقة عين جيدي الإسرائيلية، وذلك من أجل استكشاف ما جرى من تغيّر مناخي، وتدوين تاريخ للزلازل التي تمتد لنصف مليون عام، وذلك بعد أن وافق البرنامج العالمي للتنقيب العلمي عبر القارات في ألمانيا، وهو المنظّمة الوحيدة التي يُمكنها إجراء عملية مثل هذه، على منح مليونين ونصف مليون دولار كدعم مساعد بالتعاون مع الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والإنسانيات، والشركة ذات القيادة الإسرائيليّة تضم أربعين عالمًا من إسرائيل، ألمانيا، سويسرا، النرويج، اليابان والولايات المتحدة، كما تضم علماء من دول جوار البحر الميت مثل الأردن والضفة الغربية.
ويقول بروفيسور زفي بن إبراهام، رئيس هيئة منيرفا للبحث العلمي، والمحرّك الرئيسي للمشروع "كنا نعرف أن البحر قد مرّ بمستويات مرتفعة وأخرى منخفضة، ولكننا لم نكن نعرف أنه قد وصل لهذا المستوى المنخفض".
حيث تُشير الأدلة الأوليّة في منتصف المشروع الذي يستغرق حوالى أربعين يومًا أن المستويات التي وصل لها كانت أكثر مما يتوقّع الباحثون، حيث لم يتوقعوا أن يجذبوا قطعة من الخشب عمرها حوالي 400 ألف عام تقريبًا، ولا أن يقتطعوا قطعة من الحجر عمرها حوالي 100 ألف عام تقريبًا، وهذه الاكتشافات تُشير إلى أن منتصف البحر الميت، والذي هو عبارة عن بحيرة مالحة كبيرة، كان يومًا ما ساحلاً، وأن مستوى المياه أخذ يستعيد منسوبه بشكل طبيعي.
ويقع البحر الميت في أكبر وأكثر نقطة عمقًا في العالم، واختار العلماء التنقيب في هذه النقطة لأنه من المتوقع أن الترسّب الذي تجمّع هناك كان دائمًا تحت مستوى سطح الماء، واحتفظ بعيدًا عن التغيّرات البيئيّة، كما أن البحر الميت الذي ينخفض سطحه تقريبًا 1400 قدم عن مستوى البحر، وتصل مياهه لعمق 1240 قدمًا، يقدّم بيئة فريدة للبحث، والتي يُمكنها أن تشارك في المعرفة الإنسانية حول التطوّر البشري.
وقد وصل أول حفر، والذي تمّ مطلع هذا الشهر، إلى عمق 1500 قدم تحت عمق البحر، والتي لم يستطع الحفر أن يتجاوزها، وسيعمل العلماء على تجميع المعلومات منها قبل الشروع في الحفر الثاني. واستخرج الحفر الأول كمّيات مهولة من الترسيبات، والتي تمّ تعبئتها في أنابيب بلاستيكية لإرسالها للتحليل في جامعة بريمن في ألمانيا. 
وكانت الفكرة الأساسيّة هي التنقيب في البحر الميت واستخراج اللبّ الجيولوجي، والذي يوفر تحليله معلومات ذات أهمية عالميّة حول التغيّرات البيئيّة للعمليات الطبيعيّة، كما أنّ التركيب الخاص للبحر الميت يُقدّم فرصًا متميزةً للبحث، حيث إن المعادن الموجودة في البحيرة يُمكن استخدامها في قياس المدى الزمني أبعد مما يمكن لطريقة الكربون المشعّ المعروفة، والتي تعطي العلماء إمكانيات لا مثيل لها حول التاريخ الطبيعي للمنطقة.
وتُمثّل بعض النتائج كشفًا مرتبطًا بالاهتمامات المعاصرة، فالحصى المماثل لما عثروا عليه في شبه جزيرة سيناء ربما يعني أن مستوى الماء انحدر لمستوىً أقل مما كان يُتوقع، وفي ضوء الاهتمام المعاصر بانهيار مستوى البحر الميت بسبب التدخّل البشري، وجد العلماء شيئًا من الأمل، لأن البحيرة وصلت لمستويات أقل في الماضي، ونجحت في أن تعود ثانية، كما كانت هناك إشارة للغز آخر في فجر الجمعة الماضية حين أعلن علماء في عملية الحفر أن درجة الحرارة وصلت إلى 104 على عمق 1300 قدم، وهو أكثر مما توقعوه، وهو ما يرجّح وجود نشاط بركاني في المنطقة، غير أن نتائج أخرى كانت فيها درجات الحرارة في حدود المتوقّع. وقد علّق جيديون آمت من المعهد القومي لدراسة المحيطات على المشروع قائلاً "إننا نصنع تاريخًا هنا".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire