الجاسوسة الروسية آنا تشابمان تم إبعادها من الولايات المتحدة في الصيف
أفادت تقارير بأن حرباً تدور بين أكبر جهازي إستخبارات روسي في إطار المحاولات الرامية إلى دمجهما في
جهاز واحد.
وقال خبراء مختصون بالشؤون الروسية إن جهاز الاستخبارات الداخلية "أف أس بي" يحاول السيطرة على جهاز الاستخبارات الخارجية "أس في آر" لإحياء جهاز المخابرات السوفيتية السابق "كي جي بي" بكل شيء سوى الاسم.
ويعمل مؤيدو خطة الدمج على استثمار أكبر فشل منيت به الاستخبارات الخارجية الروسية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي حين أُبعد عشرة من عناصره النائمين عن الولايات المتحدة الصيف الماضي. ويرى هؤلاء ان هذا الفشل يثبت ان جهاز الاستخبارات الخارحية ضل طريقه.
ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن الخبير في اجهزة الاستخبارات بافل فيلغنهاور قوله ان الانهيار الجماعي واعتقال عشرة عملاء روس ثم تسفيرهم من الولايات المتحدة "أصبح ذريعة جهاز أف أس بي الداخلي لاطلاق حملته".
وأضاف أن أف أس بي كان يتعمد تسريب تفاصيل الفضيحة الى الصحافة الروسية فيما كان ضباطه يوجهون انتقادات لاذعة الى جهاز الاستخبارات الخارجية أس في آر دون ان يذكروا اسماءهم. واكد الخبير ان هدف التسريبات هو التسريع بقرار اعادة تنظيم جهاز الاستخبارات الخارجية أس في آر مشيرا الى ان الخطة تهدف الى دمج هذا الجهاز بجهاز الأمن الداخلي أو تبديل قيادته بـ"موالين أقوياء".
ورغم أن بعض العملاء الروس الذين كُشفوا حققوا ما يشبه النجومية في روسيا بعد عودتهم مثل الجاسوسة الحسناء آنا تشابمان فان الكرملين أشار الى انه ما زال يشعر بغضب شديد على هذا الفشل الاستخباراتي.
وازداد الفشل مرارة والإحراج شدة عندما اتضح ان الذي وشى بالجواسيس العشرة ضابط في جهاز الاستخبارات الخارجية نفسه هو الكولونيل الكسندر بوتييف الذي هرب الى الولايات المتحدة قبل ان تدرك قيادة الجهاز ما حدث.
وكان الكولونيل بوتييف من عناصر القوات الخاصة لجهاز كي جي بي السوفيتي، عمل في افغانستان خلال الاحتلال السوفيتي. ثم وجهت اليه تهمة الخيانة. ويُعتقد انه هرب الى الولايات المتحدة في حزيران/يونيو عبر وطنه الأصلي بيلاروسيا قبل ايام على اعتقال الجواسيس العشرة في اميركا.
وإزاء الأصوات المتزايدة التي تتصاعد مطالبة بمحاسبة المسؤولين سيكون من الصعب تفادي اجراء عملية جذرية لاعادة تنظيم اجهزة المخابرات الروسية بما في ذلك دمج المخابرات الداخلية والخارجية. ويرجح الخبراء ان يدعم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين عملية الدمج.
وكان جهاز الاستخبارات الخارجية أس في آر المديرية الأولى في الـ "كي جي بي" السوفيتي فيما كان جهاز الأمن الداخلي أف أس بي المديرية الثانية.
وقرر الرئيس بوريس يلتسن فصل الجهازين في التسعينات لأسباب منها الحد من سطوة الكي جي بي. ويقول الخبير فيلغنهاور ان بوتين عمل ضابطا في الكي جي بي في المانيا الشرقية خلال منتصف الثمانينات واصبح رئيس جهاز المخابرات الداخلية في 1998 1999 وأمضى غالبية سنوات عمله في عمليات الأمن الداخلي لجهاز الـ "كي جي بي".
source:elaph |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire