dimanche 12 décembre 2010

أفلام القضايا الاجتماعية الساخنة تحصد الجوائز في ختام مهرجان مراكش



 
أُسدل الستار في ساعة متأخرة من ليل السبت 11 ديسمبر/كانون الأول على فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بتتويج الفيلم الكوري الجنوبي "مذكرات ميوزن" لمخرجه بارك جونغبوم بالنجمة الذهبية، فيما عادت جائزة التحكيم بالتساوي إلى كل من الفيلم المكسيكي "غيوم" لمخرجه اليخانرو كربر بيسكي، والفيلم البلجيكي "ما وراء السهوب" للمخرجة البلجيكية فانيا دالكانتارا.
ولم تحدد لجنة التحكيم اسم الحائز على جائزة أحسن دور رجالي أو الفائزة بجائزة أحسن دور نسائي كما هو متعارف عليه في الدورات السابقة، حيث منحت جائزة أحسن أداء مناصفة بين طاقم رجالي للفيلم الأسترالي "مملكة الحيوانات" لمخرجه ديفيد ميشود الذي غاب عن حفل الاختتام، وطاقم الفيلم الألماني "عندما نرحل".

وجاءت هذه الجوائز مطابقة لتوقعات "العربية.نت" في تقارير سابقة استناداً إلى آراء عدد من النقاد والمتتبعين وجمهور المشاهدين.


ويجمع بين الأفلام التي حظيت بالتتويج من طرف لجنة التحكيم أنها عالجت قضايا اجتماعية فائقة التعقيد لاسيما بين مجتمعين لا يحملان الثقافة ذاتها، وتميزت أخرى بالانحياز الواضح لمخرجين إلى وجهة نظر معينة ليصفوا الجهة المقابلة بعدة أوصاف من قبيل التخلف والعنف والجهل. 


وتجلى هذا الوضع في فيلم "عندما نرحل" حين استعملت مخرجته تقنيات سينمائية عالية معتمدة على الإضاءة والديكور لإظهار الرجل التركي المسلم في أبشع صوره متَّسماً بالعنف وعدم التسامح والاتكال على الشعوذة، مقابل الرجل الأوروبي العطوف والمتفهم.


وحاولت المخرجة ذاتها من خلال بطلة الفيلم إبراز ميولها النسواني ضد العنف الذكوري والرغبة في عيش الحياة من دون قيود، ويحكي الفيلم عن سيدة من أصل ألماني تضطر لمغادرة إسطنبول رفقة ابنها من أجل حمايته من بطش زوجها العنيف.


وبالنسبة للفيلم المتوج بالجائزة الكبرى فقد حاول وصف المجتمع الكوري الجنوبي بالعنصرية، باعتبار أنه لا يقبل أن يُشَغّل مواطناً يظهر من بيانات بطاقته هويته الشخصية أنه ينتمي إلى كوريا الشمالية.


وقال جون مالكوفيتش رئيس لجنة التحكيم ـ التي ضمت ثمانية أعضاء آخرين من بينهم الفنانة المصرية يسرا ـ إن "أفلاماً كثيرة كانت تستحق التتويج، لكن من المستحيل أن نلبي كل ذلك"، مضيفاً في عبارة مجاملة: "لقد كان مستوى الأفلام في مجمله حسناً".


وتابع: "كانت ملاحظات أعضاء اللجنة مدققة للغاية، وقد بُني الاختيار على الأفلام التي حققت عدة معايير، وأبرزها أن تكون الحكايات جديرة بالسرد، وتعكس الملاءمة الاجتماعية في اختيار المواضيع، وأن تجسد المقاصد التي يروم المخرج إيصالها للمشاهد، إضافة إلى التحكم في التقنيات السينمائية". 


وبدا جونغبوم، وهو الذي قام بدور البطل الرئيس في الفيلم الفائز، متأثراً جداً وهو يتسلم الجائزة الكبرى للمهرجان من يد مالكوفيتش، مقدماً شكره إلى جميع من اشتغل معه في الفيلم المُتَوّج.


وكان المخرج الكوري الفائز بالنجمة الذهبية بارك جونغبوم قد صرح قبيل حفل التتويج بأنه من المستبعد أن يفوز فيلمه وإن حصل فستكون مفاجأة، مردفاً أنه لايزال في بداية مشواره الفني كمخرج.

فنانون مغاربة غاضبون

وعرف حفل الاختتام ارتباكاً واضحاً؛ حيث غابت اللغة العربية خلال اللحظات الرئيسة في التتويج، والتي كان من المفروض أن تتحدث بها المقدمة التلفزيونية فيروز الكرواني، لكنها فضلت الحديث باللغة الفرنسية والإنكليزية أحياناً أخرى بالرغم من تواجد مقدم آخر يقوم بهذه المهمة، الأمر الذي أثار استغراب العديد من الحاضرين.

وفي سياق آخر، شُوهد عدد من الفنانين جالسين في الأماكن الخلفية جداً لقاعة حفل الاختتام وهم في حالة استياء عميق، وقال الممثل حسن فلان: "نشعر أننا لسنا في دارنا، لقد فضلت الحضور كمواطن عادي، لأن الفرنسيين لا يعرفون الفنانين المغاربة".


في حين أعرب الممثل المغربي المعروف رشيد الوالي عن لومه لمنظمي المهرجان خاصة في إهمالهم للممثلين المغاربة، حيث صرح بأنه يحب المهرجان، لكن تصرف المنظمين وعلى رأسهم الإدارة الفرنسية جعلته يغضب ويغادر إلى بيته.


ولم يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان أي فيلم عربي باستثناء الفيلم المغربي "أيام الوهم" الذي خرج خاوي الوفاض ولم يُقنع لجنة التحكيم، وإن كان قد لقي بعض الاستحسان من جمهور المتتبعين والنقاد المحليين. 


يُشار إلى أن المهرجان الذي استمرت فعالياته من 3 إلى 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري استقطب عدداً من النجوم والصحافيين المميزين.


وانتهى المهرجان الدولي للفيلم بحفل باذخ في رحاب قصر المؤتمرات بمراكش على أنغام الموسيقى الغربية.
مراكش - حسن الأشرف/alarabiya

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire