vendredi 17 décembre 2010

الجدل يتصاعد مجدداً حول الطبيعة التنظيمية لـ "Anonymous"


اعرب متابعون للهجمات الاليكترونية عن توقعاتهم باعتزام المجموعة المعروفة بـ " Anonymous" القيام بهجمات جديدة تزامناً مع أجازة اعياد الميلاد، في وقت يتزايد فيه الجدل حول الطبيعة التنظيمية للجماعة وآليات قيادتها على الشبكة العنكبوتية.


واشنطن: في وقت سبق وأن وُصِفَت فيه مجموعة "Anonymous" بأنها ليست سوى مجموعة فوضوية بلا قائد لعدد من ناشطي القرصنة الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، الذين نجحوا لفترة وجيزة في تعطيل المواقع الإلكترونية لشركات مثل "ماستركارد" و "باي بال" و "فيزا"، بعدما أوقفت خدماتها المالية التي كانت تقدمها لموقع ويكيليكس، وجد تحقيق استقصائي جديد لصحيفة "الغارديان" البريطانية أن الجماعة عبارة عن منظمة تحظى بتسلسل هرمي وأن لديها عصبة خفية مكونة من نحو عشرة قراصنة ذوي مهارة عالية ينسقون للهجمات عبر شبكة الإنترنت.
مجموعة سرية
ومضت الصحيفة تقول في هذا السياق إن تلك المجموعة السرية التي تصدر توجيهاتها لشبكة "Anonymous" وقفت أيضاً وراء الاعتداء الذي تعرضت له مؤخراً المواقع الإلكترونية الخاصة بشركة Gawker الإعلاميّة الأميركية الشهيرة، وذلك طبقاً لوثائق اطلعت عليها الصحيفة. وهو الاختراق الذي أوضحت الغارديان أنه أدى إلى كشف عناوين وكلمات مرور أكثر من 1.3 مليون مستخدم لموقع الشركة، وتسبب في شن هجوم مزعج على تويتر، يُحقِق فيه الآن مكتب الإف بي آي.
وتابعت الصحيفة حديثها بلفتها إلى تلك العملية التي أُطلِق عليها "عملية الاسترداد"، التي نظمتها خلال الآونة الأخيرة مجموعة "Anonymous"، وهاجمت من خلالها مواقع شركات فيزا وماستركارد وباي بال بسبب استجابتهم لضغوط الحكومة الأميركية وقامت بوقف الخدمات المالية التي كانت توفرها لويكيليكس.
ونظراً لانتشار الشباب من ذوي الأعمار السنية الصغيرة في تلك الجماعة، فإن مطلعين على بواطن الأمور توقعوا أن تزداد الهجمات وتصبح أكثر حدة خلال الأسبوع المقبل، حيث يُنتَظَر أن تحصل المدارس والكليات والجامعات على أجازة الكريسماس.
وفي الوقت الذي قامت فيه الصحيفة بإجراء اتصالات مع كثيرين من الأعضاء المنتمين لـ "Anonymous"، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات بشأن دوافعهم والطريقة التي يعملون من خلالها، فإن بعضهم كان مستعداً للكشف عن هوياتهم، لكن ليس على الملأ، وذلك لخوفهم من أن يتعرضوا لعمليات انتقامية من داخل الجماعة.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الجماعة قوله إن مراكز "القيادة والتحكم" الخاصة بالجماعة هي مراكز دعوة فقط، مضيفاً: "إن الهدف من ذلك هو حماية الناس، لكن إن أثبت جدارتك، فإنك ستحصل على دعوة – وهو أمراً ليس بالصعب. ويمكن القول إن الجماعة ليست بنية نخبوية، وإنما تمثل طريقة ترمي لتوضيح الرؤية أمام الصحافة والجزء الغريب من عمليات إنفاذ القانون بشأن الجهة التي تصدر الأوامر".
عضوية الشبكة
ويُقَدِّر أعضاء من الجماعة وخبراء خارجيين من أمثال غابرييلا كولمان، الأستاذة بجامعة نيويورك التي قامت بدراسة الجماعة، أن ما يصل إلى ألف شخص ينتمون لعضوية الشبكة الأوسع في النطاق، لجعل حواسيبهم متاحة لتنسيق الهجمات الإلكترونية. لكن أغلبية الأعضاء – بنسبة قَدَّرَها أحد المطلعين بـ 99 %  - لا يحظون عملياً بأي تأثير يذكر على الاتجاه الذي تسلكه الجماعة أو الإستراتيجية التي تنتهجها.  

وقال أيضاً أحد الأشخاص العالمين ببواطن الأمور منذ فترة طويلة: "لا يحظى مشروعنا ببنية قيادية، وإنما يوجد به أدوار مختلفة فقط. وتتنوع كثيراً درجة القيادة والتنظيم في المشاريع المختلفة. ورغم أن الفوضى الشديدة هي المهيمنة، إلا أننا نتواصل وننسق مع بعضنا البعض. وأرى أننا نمثل خلايا مختلفة لنفس الكائن الحي".

وختمت الصحيفة بقولها إن قادة الجماعة يستعينون بخدمة المحادثة عبر الإنترنت التي تعرف اختصاراً بـ "IRC"، وهي التقنية التي تسمح لمجموعات من الأشخاص بالتواصل في الخفاء. كما أكدت على عدم وجود أية علاقة بين ويكيليكس وجماعة "Anonymous"، ولم يسبق للموقع أن وافق أو أدان الحرب الإلكترونية التي تشنها الجماعة نيابةً عنه. ورغم الجهود المضنية التي تبذلها الجماعة، إلا أن هناك إشارات تدل على أنها معرضة لخطر التفكك في الوقت الذي تقوم فيه وكالات إنفاذ القانون بملاحقة أعضائها على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام.  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire