lundi 27 décembre 2010

30% من الخليجيين يعانون الاكتئاب

تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية الى أن عدد المرضى النفسيين على مستوى العالم

بلغ أكثر من 500 مليون مريض، منهم 150 مليوناً يعانون الاكتئاب، و38 مليوناً يعانون مرض الفصام، إلى جانب 90 مليوناً يعانون تعاطي المخدرات، وهناك الكثير ممّن يعانون مشاكل نفسية تسببت بدورها في وفاة وعجز عدد كبير بنسبة بلغت 8 .8%، بينما بلغت نسبة الأعباء الاقتصادية الناجمة عن الاعتلالات الصحية في البلدان المنخفضة والمتوسطة من حيث الدخل 6 .16% ، فيما توقع خبراء في المنظمة أن يحتل مرض الاكتئاب المرتبة الثانية عالمياً بحلول عام 2020 .
"إيلاف" التقت أحمد سامح أخصائي الطب النفسي والأعصاب في دبي الذي أشار الى أن المركبات الثقافية لدولنا تجعل المرء يخجل من مراجعة الطبيب النفسي بل غالبًا ما يرفض المكتئبون مراجعة المختصين او يخجلون من طلب المساعدة، لان الطب النفسي مرتبط في أذهان الناس بالجنون . وأوضح أن الاكتئاب مرض يصيب شريحة واسعة من الناس كما يصيب الأطفال وانه يختلف عن الحزن العادي العابر ، وان السيدات في منتصف العمر هنّ أكثر عرضة للاصابة به، لان بعض حالات الاكتئاب مرتبطة بالاضطرابات الهرمونية للمرأة مثل حالات الاكتئاب بعد الولادة او قبل الدورة الشهرية .
وعن طبيعة مراجعيه قال إن السيدات غالبًا أكثر جرأة ويقصدن الطبيب النفسي أسرع من الرجال موضحًا ان معظم مراجعاته من المكتئبات بسبب مشاكل زوجية او أسرية ، كتعرض المرأة للاكتئاب عقب زواج زوجها بأخرى، او الاكتئاب الناجم عن الصدمات العاطفية كالعلاقة الفاشلة او التعرض للخيانة من قبل الشريك الآخر .







وعن أسباب اكتئاب الرجال، قال سامح إن معظم مراجعيه من الرجال سببت لهم الازمات المالية اكتئابًا حادًا كالخسارة في سوق الأسهم او تراكم الديون او عدم المقدرة على الوفاء بالالتزامات المادية الكثيرة للعائلة ، مشيرا أيضًا الى الحالات التي يشرف عليها كالمعالجة من إدمان الكحول او المخدرات وهو أمر منتشر بين الذكور الشباب، موضحا ان نسبة مراجعيه من الرجال هم 35 % بينما تشكل السيدات نسبة 50 % والباقي من الأطفال او المراهقين .
من جهة أخرى أكد سامح ان 80% من حالات الاكتئاب يمكن علاجها بكفاءة بالرعاية الصحية الأولية، مشيرا الى أن الاحصائيات العالمية تشير إلى أن أقل من 25% من الذين يعانون الاكتئاب يتلقون مثل هذه الرعاية، وهناك كثير من الدول لا تصل النسبة فيها إلى 10%.

وعن الاضطرابات النفسية، اشار الى أن الاحصائيات الدولية تشير الى أنها تبدأ قبل بلوغ سن الرابعة عشرة عند حوالى 20% من الأطفال والمراهقين في شتى أنحاء العالم ، وأنّ الاضطرابات المُبلّغ عنها تتشابه على الرغم من اختلاف الثقافات، ويذهب نحو 8 ملايين شخص سنوياً ضحية الانتحار، منهم 86% من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وتتراوح أعمار أكثر من نصف المنتحرين ما بين 15 و44 عاماً، وتبلغ معدلات الانتحار أعلى مستوياتها بين الرجال في بلدان شرق أوروبا، وتمثّل الاضطرابات النفسية التي يمكن علاجها أهمّ الأسباب المؤدية إلى الانتحار .
الاكتئاب والفصام

محمد عمر المدير الطبي لمستشفى الأمل لعلاج الأمراض النفسية والإدمان في دبي، قال إن أكثر الأمراض النفسية صعوبة هو الفصام "الشيزوفرينيا " وهو من أخطر الأمراض العقلية مشيرا الى الأعراض التي تنتاب المريض منها تخيل أشخاص غير موجودين او تخيل أحداث لا تمت إلى الواقع المعاش ، منوهًا بأن الاكتئاب او الامراض النفسية الأخرى الأقل حدة ان لم تعالج ممكن ان تتطور لتصبح فصامًا مع مرور الوقت موضحاً أن الفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك والإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلى تدهور في المستوى السلوكي والاجتماعي.
وعن مدى تأثّر علاقة المريض بالاسرة والأصدقاء، أوضح انه يعاني حوالى 10 إلى 13% من أسر مرضى الفصام، مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية لأن أبناءهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم، ويظلون معتمدين على أسرهم لفترة طويلة أو مدى الحياة في بعض الحالات لافتا إلى أن ثلث المشردين الذين لا يملكون مأوى هم من مرضى الفصام .

طبيب نفسي واحد لكل مليون شخص

وكان محمود فكري وكيل الوزارة المساعد لشؤون السياسات الصحية في الامارات أعلن في وقت سابق خلال منتدى الصحة النفسية الذي انعقد مؤخرا أن مختلف دول الخليج تعاني نقصا حادا في أطباء الصحة النفسية، حيث لا تزيد نسبتهم عن طبيب واحد لكل مليون شخص، مؤكداً أهمية تعزيز ذلك التخصص بشكل كبير لتزايد عدد المصابين بمختلف مشاكل الصحة النفسية، لافتاً إلى أن وزارة الصحة نجحت مؤخراً في إدراج برنامج تقديم خدمات الصحة النفسية في 14 مركزاً صحياً في دبي والإمارات الشمالية من خلال الرعاية الصحية الأولية ضمن مبادراتها الاستراتيجية الجديدة التي تتضمن تقديم خدمات الرعاية الصحية النفسية ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية في إطار توجهات منظمة الصحة العالمية .
source:elaph

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire