GMT 14:47:00 2010 الثلائاء 30 نوفمبر
قتل أكثر من 40 شخصا في المغرب وفقد آخرون نتيجة فيضانات عارمة اجتاحت البلاد وتسببت في حالة استنفار قصوى في صفوف السلط المحلية. وتعاني مدن المغرب حالة اختناق تام، بعد أن تحولت شوارعها إلى وديان، عقب انسداد قنوات الصرف الصحي.
الدار البيضاء: تعيش مصالح الأمن والدفاع المدني حالة استنفار قصوى، بعد أن خلفت التساقطات المطرية الغزيرة، التي تشهدها المملكة منذ يومين، أكثر من 40 قتيلا ومفقودا، في مختلف مدن المملكة، بينما تعرض عدد من الطرق للشلل التام، في حين تقرر إغلاق المدارس في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، اليوم الثلاثاء.
وأفادت مصادر موثوقة أن واد الغبار في مدينة بوزنيقة جرف صباح الثلاثاء، حافلة لنقل المستخدمين، مشيرة إلى أن عناصر الدفاع المدني انتشلت حوالى 18 جثة، بينما جرى إنقاذ أربعة آخرين، بينما ضابط في الوقاية المدنية ومستخدمون آخرون في عداد المفقودين.
وذكرت المصادر أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، مشيرة إلى أن معطيات وردت، صباح اليوم، تتحدث عن مصرع طفل قاصر في الدار البيضاء، نتيجة صعقة كهربائية.
من جهة أخرى، أكدت القيادة الجهوية للوقاية المدنية في ولاية طنجة تطوان (شمال المغرب) أن شخصا اعتبر في عداد المفقودين قد تكون جرفته السيول القوية لواد امريجات في دائرة مقريصات في محافظة وزان.
أما في محافظة شفشاون، فقد تمكنت عناصر الوقاية المدنية من إنقاذ ثلاثة أشخاص من الموت المحقق جراء السيول الجارفة، بعدما انتشلت شخصا من وادي سيي فلاو في منطقة الدردارة (9 كلم عن شفشاون)، فيما أنقذت شخصين آخرين في وادي إفراتن في منطقة تلمبوط بقيادة بني أحمد.
وتعاني العاصمة الاقتصادية حالة اختناق تام، بعد أن تحولت شوارعها إلى وديان، عقب انسداد قنوات الصرف الصحي.
وغمرت المياه منازل السكان في عدد من الأحياء، ووجد الموظفون صعوبة كبيرة في الانتقال إلى مقرات عملهم، في حين أن العديد من السيارات تضررت وتوقفت وسط الشوارع، بعد أن غمرتها المياه، التي تسربت إلى المصحات، والمؤسسات العمومية، وحاصرت العديد داخل سياراتهم.
وعلم، الثلاثاء، لدى المكتب الوطني للسكك الحديدية أن حركة القطارات شهدت اضطرابات إثر توقف موقت لحركة النقل بين الدار البيضاء والرباط بسبب التساقطات المطرية الغزيرة.
وفي مدينة أكادير، أكدت السلطات المحلية أنه جرى تكثيف التعبئة واليقظة لتجنب المخاطر المحتملة لسوء الأحوال الجوية جراء التساقطات.
وأوضح بلاغ أن لجنة لليقظة، تتألف من المصالح الأمنية والمصالح التقنية المعنية وبلدية أكادير، اجتمعت، الاثنين، بأمر من محافظ جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان محمد بوسعيد، من أجل تعبئة جميع الفاعلين "للتخفيف من آثار التساقطات المطرية ومواجهة الأضرار التي قد تتسبب فيها الأمطار المرتقب تساقطها".
وبهذه المناسبة، أمر بوسعيد المصالح التقنية، كالوكالة المكلفة بتوزيع الماء (رامسا)، ووكالة الحوض المائي، وشركة "العمران"، بتأمين المعالجة لجميع النقاط السوداء على مستوى المدينة، وذلك بتنسيق مع رجال السلطة ومصالح البلدية.
وبلغت كمية التساقطات المطرية، التي شهدتها الدار البيضاء أنفا من الساعة السادسة من صباح يوم أمس إلى حدود الساعة السادسة من صباح الثلاثاء 178 ملمترا، وذلك حسب ما أفادت به مديرية الأرصاد الجوية.
وذكرت أن هذه التساقطات الغزيرة ناجمة عن مرور مجموعة من السحب الركامية الناتجة من اضطراب جوي تكوّن عرض المحيط الأطلسي المجاور، وكذا بفعل الرياح القوية التي هبّت على الخصوص من جهة السهول الغربية، الأمر الذي أدى إلى تساقط الأمطار بغزارة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire